Wednesday 5 March 2014

The Almond Tree: A Book Review - Promoting Peace at the expense of Palestinians?


Recently, I read the book "The Almond Tree", by Michelle Cohen Corasanti. Before going in to more details about the book and reviewing it, I was not sure whether to write it from a neutral book reviewer point of view, or from a Palestinian book reviewer point of view. With this kind of writing, it gets very tricky. But then I thought, whatever perspective I use, the review is going to be the same. This book motivates you to read it till the end, but unfortunately, has a number of faults and story lines that just do not make any sense, and make the book look like a fairy tale rather than a novel depicting a long time conflict (and actually a very serious one.)

In brief, the book follows the life of Ahmad (or as known in the book as Ichmad) who comes from a poor Palestinian family. Ichmad is a genius, and he manages to get a scholarship at the Hebrew University, and continues his success in life surrounded by family and friends, both Palestinians and Israelis. On the other hand, his brother Abbas is against any peaceful communication with the Israelis, and instead he chooses the armed struggle as a way to fight. Events in the book start in 1955, and end around 2007.

First of all, let's look at the naming of characters in the book. I come from a Palestinian family, that lived in a small village next to Hebron, and then moved in refuge to Jericho, and then to Jordan. I also have a lot of friends who come from different parts of Palestine, and I have never heard the name Ahmed spelled as "Ichmad." It raised questions about the origin of this name in the novel. On the other hand, Ichamd's professor is Menachem Sharon, a name Palestinians know very well. It consists of the names of two of the most hated Israeli figures among Palestinians: Menachem Begin and Ariel Sharon. So using that combination was not a very great idea in my opinion especially that the author is trying to promote tolerance, and not necessarily enforce it.  

Let's now move to the character structure, and stay with the Menachem Sharon example. We see this professor at the beginning of the book as a strong opponent to Arabs and Palestinians, and he hates them so much, that he was not willing to accept Ichmad as a student of his despite the fact the he is a genius. Suddenly, towards the end of the book, this Sharon guy is transformed into someone who attends Mahmoud Darwish's poetry nights! And we don’t see in the middle how this happens. So it just does not make any sense.

There is Nora, Ichamd's first wife, who is Jewish, but a strong supporter of the Palestinians, which I have no problem with. But I believe there was no need for the author to depict her life as similar to the life of American activist the late Rachel Corrie. It just felt like the author tried to add all events in the Palestinian-Israeli conflict even though sometimes it is not necessary.

Ichmad goes to the US later in his life to continue his studies and work on a project with Sharon. And of course they are both representing Israel. On one hand, I find no sense in Ichmad, as a Palestinian who suffered a lot accepting that, and Israel itself promoting a Palestinian to become advanced in science worldwide!

At one point in the novel, Ichmad tells his brother, Abbas, who was by then in Gaza and part of a "terrorist organization", that he should move with him to the US, where he can be safer. I don’t think discussing the idea of Palestinians moving outside Palestine for the sake of safety should be a solution for their situation. And I felt sad because this was suggested by a Palestinian who suffered in the past because of Israel, and for Palestinians, or at least most of them, the idea of keeping the land is more important than peace with the Israelis.

Last point to discuss is the fact the author used the help of 7 researchers; none of them is a Palestinian Muslim. If she got the help of a Palestinian Muslim, because the main character is a Palestinian Muslim, much of the problems with this book would have been solved.

It is unfair for people who know little about the Israeli Palestinian conflict to read this book, and consider it an intro into getting to know more about the history of this conflict, despite the fact that it is just fiction. I salute the author's efforts, but would say that she should be careful when writing about such an important part in history.

Sunday 3 November 2013

"طائرة ورقية" فيلم عن حلم طفولي بالحرية في غزة



كانت عيونهم تحمل فرحا وسعادة، تجعلك تعتقد أنهم يعيشون في رخاء ونعيم، وأن حياتهم هادئة وطبيعية، ولا يخطر في ذهنك أبدا أنهم يناضلون من أجل العلم والصحة والحياة.

العيون الفرحة، والابتسامات العريضة، والأجساد النحيلة كانت عناوين متفرقة لفيلم واحد هو "طائرة ورقية،" الذي يوثق حكاية أطفال قطاع غزة وسعيهم لدخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية بالمشاركة في أكبر عرض للطائرات الورقية على شاطئ القطاع.

لم يستخدم هؤلاء الأطفال طائرات ابتاعوها من "السوبرماركت"، بل صنعوها بأيديهم. ولم يستخدموا مواد غالية الثمن لجعلها تطير، بل استخدموا ما اهتدت إليه أيديهم الصغيرة من حاجيات المنزل، فكانت بقايا قطع الخشب هي هيكل الطائرة، وأوراق الصحف هي جسم الطائرة، أما خليط الطحين بالماء فكان الغراء الذي ألصق الجسد بالهيكل.

الفيلم كان توثيقيا لجميع مراحل صنع الطائرات وتحليقها، وقدم لمشاهديه لحظات الفشل والنجاح، وخيبة الأمل والفخر، وحاول الابتعاد عن النمطية في وضع غزة وسكانها ضمن إطار الفقر والبؤس والمعاناة جراء القصف الإسرائيلي.

قدم فيلم "طائرة ورقية" شخصية الصبي الذي يحلم بالتحليق للخروج من حصار القطاع على متن طائرته الورقية، وشخصية الصبية التي تحلم بأن تصبح صحفية يوما ما. كلا الحالتين هي محاولة من المخرجين نيتين سوهني وروجر هيل لخلق حالة من الحلم الجميل لهؤلاء الأطفال، جعلهم يتخيلون كيف يبدو العالم وراء بحر غزة، وخلف الأسلاك الشائكة الإسرائيلية.

ما تميز به الفيلم كذلك هو استخدام الصور الغرافيكية للطائرة الورقية، التي بدت تنتقل بحرية في أرجاء غزة، وتعلو فوق الجميع وكأن روح هؤلاء الأطفال معلقة فيها تحملهم بعيدا إلى خيالهم خارج السور والاحتجاز.

بالطبع، لم تغب ذكرى الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2009 عن ذاكرة هؤلاء الأطفال، فهم يتذكرونها يوميا عبر المنازل التي قصفت وهدمت ولا زالت أنقاضها قائمة حتى اليوم، وعبر طلقات الرصاص التي أصبحت شبه يومية، توقظهم في عتمة الليل.

في الفيلم، تمكن الأطفال من كسر الرقم القياسي والدخول في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، أو على حد قولهم تمكنوا من تعريف العالم بغزة بعيدا عن الحرب والقتل. وقد تكون في ذلك إشارة إلى أن السجن قد يفتح في يوم من الأيام، وسيتمكن جميع أهل القطاع من التحليق تماما كطائراتهم الورقية.

ورغم طول مدة الفيلم، ودخول بعض مشاهده حالة من الروتين والأحادية في الإيقاع، يدخل المشاهد في حالة ترقب بعد طول انتظار. فعلى سبيل المثال، يعيش المشاهد مع الأطفال جميع لحظات صنع الطائرة، حتى يصل إلى المشهد الذي يحاولون فيه تركيب كاميرا صغيرة على متن الطائرة لتصور الأرض من الجو، فتتداخل الأسئلة، هل ستطير الطائرة؟ هل سينجحون؟ هلى سنرى الأرض من على متن طائرة ورقية؟ هل... هل... هل؟

حالة الترقب هذه تخلق نوعا من التوحد مع شخصيات الفيلم، فيتزايد تعاطف المشاهد معهم، ليصبح وكأنه واحد من الفريق المسؤول عن صنع هذه الطائرات، وهي محاولة ذكية من المخرجين لخلق حالة من الانسجام مع ما يجري في الفيلم، آخذين بعين الاعتبار أن جمهورهم قد لا يكون ممن يعرفون طبيعة العيش في هذا القطاع، وطبيعة سكانه.


وتلخيصا لما قيل، فيلم "طائرة ورقية" محاولة جادة لاجتثاث مشاهد الدموع والأسى من عقول محبي السينما وزرع مشاهد أخرى يسودها الفرح والأمل حول قطاع غزة بأطفال وشيوخه ونسائه ورجاله، عبر حلم الحرية وعالم الخيال وفك أسر السجن.

Wednesday 23 October 2013

"المسلم المضحك؟" رؤية جديدة للإسلام في فيلم "المسلمون قادمون"


* لقراءة الموضوع بالإنجليزية، اضغط هنا.
بنظارة حمراء، وفستان قصير، وحذاء أخضر لا يتناسب مع ألوان الملابس التي ترتديها، تقدم نيغين فرساد فقراتها الكوميدية في أنحاء مختلفة من مدينة نيويورك، تتحدث فيها عن حياتها في أمريكا، وهجرة عائلتها الإيرانية قبل نحو ثلاثين عاما، إضافة إلى كونها مسلمة.

نيغين فرساد إلى جانب الكوميدي من أصل عربي دين عبيد الله قدموا لنا مؤخرا فيلما بعنوان "المسلمون قادمون،" أو The Muslims Are Coming، وهو فيلم يرصد رحلة الاثنين إلى جانب عدد آخر من الكوميديين الأمريكيين المسلمين في عدة ولايات أمريكية، بمحاولة منهم للتعرف إلى الفكرة التي يحملها الأمريكيون عن الإسلام والمسلمين.

كما نعرف جميعنا، الفكرة السائدة عن مواصفات المسلم بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول تختلف تماما عن مواصفات المسلم المذكورة أعلاه. فالسينما الأمريكية عموما قدمت المسلم المتطرف، الملتحي، الزائر للمسجد أكثر من زيارته لمنزله، الذي لا يفقه شيئا، وهمه الصراخ، والضرب والسب، والمسلمة المغطاة، التي تتبع زوجها، ولا رأي لها، ولا هم لها سوى المنزل والأولاد.

عبر رحلتهما، حاول عبيد الله وفرساد تقديم تجربة متواضعة في تغيير الفكرة النمطية للمسلم، عن طريق الكوميديا. فالتطرف لا يجتمع مع الضحك، وبالتالي من الصعب العثور على مسلم متطرف ومضحك في الوقت ذاته، وحتى يغير الأمريكي فكرته عن المسلمين، عليه أن يرى أصنافا جديدة ممن يعبرون عن الإسلام، أشخاصا يضحكوننا، ويذكروننا بأن أي عرق أو شعب على سطح هذه الكرة الأرضية ليس كل أفراده متكاملين، بل منهم الصالح ومنهم الطالح.

استضاف الفيلم أيضا مجموعة من الإعلاميين والكوميديين الأمريكيين، ممن عقبوا على الأفكار النمطية السائدة في أمريكا، ومنهم جون ستيوارت، وسوليداد أوبراين، وغيرهم.

ويخلص الفيلم إلى أن الإعلام الأمريكي والساسة الأمريكيون هم المسؤول الأول عن هذه الكارثة بحث المسلمين في أمريكا. فلو دخلت في صلب المجتمع العادي، لن تجد هذا الكره الشديد للإسلام والمسلمين المشابه لذلك الذي نجده على شاشات التلفزيون، وفي صفحات الإنترنت. بل هو عد معرفة بحقيقة ما يجري، فالأمريكيون بطبعهم لا يعون ما يحدث خارج حدود بلادهم، وبالتالي فالتعرف إلى شعوب العالم الأخرى هو يعتبر من الكماليات وليس الضروريات.

شعرت بالحزن والتعاطف مع فرساد حين كانت تقدم فقرتها في إحدى المدن، وتطرقت إلى قضية الجنس وموقعها ضمن أصولها الإيرانية، ما أدى إلى مغادرة بعض الفتيات المحجبات وغير المحجبات القاعة، ربما خجلا منهن أو استنكارا لسماع هذا النوع من الأحاديث في العلن، خصوصا وأن المجتمعات الإسلامية تمنع هذا النوع من الحديث ولا تفضل الخوض فيه خصوصا بين الإناث.

لست من المهتمين بالكوميديا أو من الضالعين فيها، ولكن أعتقد أن أي نوع من الفنون يسعى لإيصال فكرة إنسانية تساعد في محو الأفكار النمطية هو فن يحتاج للدعم والمساندة. وفرساد من موقعها كفتاة مسلمة إيرانية تعيش في الولايات المتحدة وتتقن فنا لا تخوضه الفتيات في العادة بحاجة إلى مساندة أنثوية كبيرة، إذ أن تركها وحيدة سيعزلها، وسيجعلها تبدو استثناء للقاعدة واختلافا عن خط سير الأخريات، الأمر الذي سيصعب مهمتها بشكل إضافي.

أخيرا، وهو الأهم، كان الهدف من تنفيذ هذا الفيلم تغيير الفكرة السائدة لدى المجتمع الأمريكي عن الإسلام والمسلمين، ولكن أعتقد أيضا أنه سيغير فكرة المسلم القادم إلى أمريكا عن رأي الأمريكيين فيه. فقبل قدومي إلى أمريكا، مثلا، كانت لدي تلك الرهبة من نظرة المجتمع الأمريكي لي كسيدة مسلمة. هل سيتقبلني؟ هل سأعاني سلبيا جراء ذلك؟ مشاهدتي لهذا الفيلم دفعتني إلى تغيير رأيي بالأمريكيين، وزوال هذا الخوف، لأنهم هنا في أمريكا، وكما ذكر في الفيلم، لا يفقهون شيئا عن الإسلام والمسلمين، بل هم يعكسون ما يرونه في وسائل الإعلام وما يتحدث حوله الساسة.

فشكرا لنيغين، وشكرا لدين، وشكرا لكل من ساهم في هذا العمل.

* مصدر الصورة: موقع فيلم The Americans Are Coming

Sunday 20 October 2013

Torn: حكاية تسامح وريبة



بعد قراءتي لملخص قصة فيلم Torn، من تأليف مايكل ريتشتر وإخراج جيرامايا بيرنباوم، تساءلت في نفسي: أتمنى ألا يكون هذا فيلم آخر يتحدث عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول والفترة التي تلتها، حين ألقي اللوم بالكامل على المسلمين، وواجهوا المجتمع المسلم في الولايات المتحدة أشكالا مختلفة من العنصرية، ما ساهم بنشر صورة نمطية عن المسلم بأنه متطرف.

غير أن ريتشتر وبيرنباوم أثبتا أني كنت مخطئة تماما. فبعد مشاهدتي الفيلم، أعتقد أن السينما قادرة على مفاجئتنا بأفكار جديدة وغير تقليدية. رأيت في هذا الفيلم تجربة متحررة، ترغمنا على إعادة التفكير في إدراكنا لنمطية التفكير بالعرب والمسلمين في السينما الأمريكية.

يحكي فيلم Torn قصة عائلتين أمريكيتين يقتل ابناهما في تفجير مركز تجاري بالمدينة التي يقطنون فيها. وعبر التواصل مع بعضهما البعض، تجد الوالدتين، وإحداهما مسلمة، الراحة والأمان في شخصية الأخرى. وتظهر التطورات في القصة أن الصبي المسلم، الذي لم يتجاوز السادسة عشر من عمره، مشتبه بارتكابه التفجير، وهو ما يؤدي إلى توتر العلاقات بين الوالدتين.

ويقدم الفيلم تجربة متميزة في الطريقة التي تسلكها السينما لتغيير إدراكنا للثقافات والأعراق الأخرى. فمريم، السيدة الأمريكية المسلمة من أصول باكستانية، لا تبدو غريبة في الحي الذي سكنت فيه طوال عمرها. ومريم تعمل في مجالات العقارات، وثيابها تبدو كأي سيدة أمريكية عادية. وتشترك مريم مع زوجها بعلاقة حميمية، كما تظهر المشاهد الأولى في الفيلم.

وللحديث عن الفيلم، تحدثت إلى الكاتب مايكل ريتشتر، الذي قال: "تصوير مريم بهذه الطريقة هو أمر اتفقنا عليه منذ البداية، فأي شخص سيذهب لمشاهدة الفيلم، ستكون لديه فكرة مسبقة عن الفاعل. من أجل ذلك، أردنا مريم أن تبدو كأي شخص آخر، وأن تبدو نسانية عاقلة. فحين ينظر إليها الآخرون، عليهم أن يدركوا أن من المستحيل أن يكون شخص من عائلتها هو الفاعل."

أما مخرج الفيلم، جيرامايا بيرنباوم، فركز أكثر على هذه الفكرة قائلا: "نحن مهتمون بقصة أمريكية مختلفة، ومريم بنهاية الأمر، سيدة تعيش الحياة الأمريكية. وشخصيتها تبدو موائمة للقصة. من أجل ذلك، كان اختيار الممثلين أمرا مهما، لذا كنا نبحث عن ممثلين ممتازين لهذه الأدوار."

ويقدم الفيلم رسالة للتسامح والتقبل، ولهذا، كان من الطبيعي أن نجد ليا، السيدة الأخرى، تبحث عن الراحة والأمان وتجده عبر الحديث إلى مريم، لتعبر السيدتان هذه الأزمة سوية. ورغم أنهما تنتميان لثقافتين مختلفتين، كلاهما تمارس دورها كأم فقدت ابنها في حادث مريع. ولهذا، بدت هذه الأزمة الطريقة التي محت جميع الاختفالات الثقافية بينهما.

وقال ريتشتر وبيرنباوم إن هدفهما الأساسي كان اصطحاب الجمهور في رحلتهم الخاصة، ليبدؤوا لاحقا رحلة طرح التساؤلات حول معتقداتهم وأفكارهم.

وبالنظر إلى ماضيها الفوضوي، تبدو ليا أكثر ضياعا ويأسا. فبينما كانت ليا غاضبة مما فعله والتر، الشاب المسلم، دافعت عنه بشراسة أمام عناصر مكتب التحقيقات الفدرالي. ولعل هذه هي طريقتها في إيصال رسالة لنا مفادها: "قد تكون لديك شكوك حول شخص معين، لذا من الخطأ التعبير عنها في العلن، خصوصا عندما لا تكون لديك كامل القصة."

وخلال أحداث الفيلم، تحمل السيدتين شعورا من التناقض تجاه ما حصل. فالسيدتين على ثقة تامة بطريقة تربيتهما، ولكنهما في الوقت ذاته غير واثقتين بنظرة المجتمع لهما الآن. فمريم، على سبيل المثال، تستميت بالدفاع عن ابنها أمام الجيران، الذي بدؤوا يعاملونها بشكل عنيف. ولكنها في الوقت ذاته تبدو مترددة حيال ابنها خصوصا بعد أن تكتشف زياراته غير المبررة للمسجد.

يقول ريتشتر: "أعتقد أن الشخصيات تصبح أكثر جمالا عندما تكون معقدة من الداخل. فمثل هذا الصراع يكشف عن الاختلاف بين المستويين الشخصي والمجتمعي."

ولكن، ورغم ذلك، يركز الفيلم بشكل كبير على الاشتباه بوالتر في التفجير، لدرجة أن الأمر يصبح مكررا كثيرا في الفيلم، وهو ما قد يسلب من عناصر أخرى في الفيلم.

حين تحدثت إلى ريتشتر حول ذلك، قال: "أعتقد أنه كان من الضروري التركيز على هذه القضية، فهي تساعد في بناء حبكة الفيلم، والشخصيات فيه."

بشكل عام، Torn عمل فني قوي يسهم في إعادة التفكير بطريقة تعاملنا مع محيطنا، ليقدم رسالة تسامح وتقبل، ولكن أهم من ذلك كله، يأمل أن يخرج الجمهور من هذا الفيلم، ليفكروا بالقصة، وينعكس ذلك على حياتهم الخاصة.


Thursday 26 September 2013

رسالة إلى صندوق دعم الطفل الفلسطيني _ A Letter to the Palestinian Children's Relief Fund


أصدقائي في صندوق دعم الطفل الفلسطيني:

كم منا يمتلك الكون بأكمله، من جسد كامل، وحياة مريحة، وعلم مفيد، وأولاد سعداء، ثم يجلس على حافة كرسيه، عابس الوجه، مهموما حزينا، يفكر فيما ينقصه، وفيما يمكن أن يحمل الغد من مشاكل جديدة.

هذا ما دار في خلدي اليوم بعد زيارتي آية. ولأعرفكم بآية، فهي فتاة في الصف العاشر، فلسطينية من قبلان، قضاء نابلس، ولدت بعيب خلقي في رجلها اليمنى، وأجرت حوالي الأربعة عشر عملية جراحية لإصلاح الخلل، حتى جاءت مجموعة من الأطباء الأجانب لتسعفها في فلسطين، ومن ثم سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتركيب قدم صناعية وعدتها بحياة جديدة. طبعا كل ذلك بجهود مشكورة من صندوق دعم الطفل الفلسطيني.

رغم وضع آية الصحي، وسفرها بعيدا عن أهلها لشهر أو أكثر، وحياتها الصعبة في بلدتها، والآن اعتيادها على وضع جديد باستخدام القدم الصناعية، حافظت هذه الفتاة على ابتسامة عريضة، لم أر لها مثيلا. ابتسامة أخذتني إلى سماء فلسطين، وحلقت بي عاليا فوق سهولها وزيتونها، وجعلت من مرارة الغربة هنا أملا في مساعدة المزيد من الأطفال، ممن يحملون بسمة برغم كل شيء.

حدثتني آية عن قبلان، وعن العمليات الأربعة عشر، وعن رحلة السفر بالطائرة، وأخبرتني عن ولعها بمحمد عساف، وشاهدنا أغنيته "علي الكوفية" سويا، ذكرني ولعها به بصبانا حين كنا نتخيل ممثلا أو مغنيا نحبه، وكيف تلمع عينانا حين يمر خياله أمامنا. شاركتني آية صور رحلاتها في أمريكا، والأشخاص الذين تعرفت بهم، والذكريات التي ستحملها معها حين تعود إلى قبلان.

اليوم آية عادت برجل جديدة وبابتسامة عريضة، وقبلها عاد العشرات من الأطفال الفلسطينيين والعرب إلى ديارهم بآمال كبير في غد أكثر سعادة، لأن في هذا العالم، الذي أصبح كثير السواد هذه الأيام، لا يزال هناك من يهتم، ومن ينصت، ويمن يعمل لأجل هؤلاء الأطفال.

شكرا لكل من كان له يد في إطلاق صندوق دعم الطفل الفلسطيني، حتى وإن كان هذا الشكر متأخرا كثيرا جدا بعد سنوات عديدة من إطلاقه. شكرا لأنكم لم تطبعوا بسمة على وجوه هؤلاء الأطفال فقط، بل طبعتم بسمة على وجوهنا أيضا، نحن الذين نمتلك الكون بأكمله، من جسد كامل، وحياة مريحة، وعلم مفيد، وأولاد سعداء، ومن ثم نجلس على حافة كراسينا، عابسي الوجوه، مهمومين حزينين، نفكر فيما ينقصنا!

سامية م. عايش
26 أيلول 2013




Dear PCRF:

How many of us own the whole world, a perfect body, a comfortable life, happy children, and then sit on their chair, unhappy, miserable, helplessly thinking about problems to come.

This is what I was thinking about today when I visited Ayah. Ayah is a young Palestinian girl in high school. She comes from Kabalan, Nablus in the West Bank. She was born with a birth defect in her right leg. She went through 14 surgeries to fix that. One day, she registers her name with the PCRF, and she comes to the US to get a prosthetic leg.

Despite her health condition, travelling away from her family for a month or so, her difficult life back home, and now getting used to this new part of her body, Ayah manages to keep a big smile on her face. I have not seen anything like that before. Her smile reminds you of the clear sky in Palestine and the real colors of earth. Her smile transformed the bitterness we have into some hope of helping more children.

Ayah told me about Kabalan, the 14 surgeries she went through, and her journey from home to Amman, Frankfurt, and then to Houston. She also told me how much she loves Mohammed Assaf, the Palestinian Arab Idol. We saw his famous song together. Ayah showed me her pictures with the wonderful host family taking care of her, and she shared with me the memories sh'll carry back home.

Today, Ayah goes back with a new leg and a big smile. Before her, tens of Palestinian and Arab kids went back home happily looking for a better future, because in this world, there are people who still care, still listen, and still work hard to build a better future for such kids.

So, thanks PCRF for all the great work you are doing (despite the fact that this thank you is very late after those so many years of launching it). Thank you very much because not only you made these kids feel better, but you also made us feel much better. Us, who own the whole world, a perfect body, a comfortable life, happy children, and then sit on our chairs, unhappy, miserable, helplessly thinking about problems to come!

Samya M. Ayish
26 September 2013

Thursday 19 September 2013

طفلي بين واقعين: واقع يقرأ وواقع لا يقرأ!

أرسلت ابني البالغ من العمر خمس سنوات خلال عامين إلى نفس الصف مرتين، إلى الروضة، مرة في الإمارات، والمرة الثانية في أمريكا. تجربتان مختلفتان تماما، ولا أعني أن إحداهما سيئة وإحداهما جيدة، بل إن إحداهما يجب أن تعلم الأخرى. 

أتمنى لو تأخذ مدارسنا في العالم العربي بعضا من النقاط التالية في  الحسبان، فلا نريد بناء جيل من المخترعين والمستكشفين والعباقرة، ولكن نريد بناء جيل يتمسك بهويته وثقافته ولغته، جيل يقرأ ويقرأ ويقرأ، جيل يكبر على الاعتماد على الذات والشجاعة، لأن ذلك كله سيؤدي في النهاية إلى جيل من المخترعين والمستكشفين والعباقرة.

كنت مدعوة اليوم لحضور اجتماع للأهالي، للتعرف إلى سياسة المدرسة، وأساليب التعليم، والتعرف إلى المعلمات بشكل أفضل، وهذا ما خرجت به: 

- موعد الاجتماع كان الساعة 6:45، وفعلا بدأت المديرة بالحديث الساعة 6:45. لا تأخير، واحترام الوقت هو الأهم.

- إلى جانب المديرة، وقفت شابة في بداية الثلاثينيات تترجم ما يقال بلغة الإشارة. لم أفكر سابقا بضرورة وجود ترجمة بلغة الإشارة، ولكن اليوم فقط أدركت كيف يكون احترام الإنسان بكافة قدراته.

- شددت المعلمات في بداية حديثهن على الكتاب والقراءة، وهذا ما قلنه:

"القراءة .. القراءة.. القراءة.. يجب أن يحاط الأطفال بالكتاب في كل مكان، يجب أن يقرأ كتابا في كل وقت، لأن القراءة وحدها تجعله يسافر إلى كل مكان وهو في مكانه، وهي توسع مداركه، حتى الرياضيات نعلمها في هذا العمر عن طريق القراءة."

- قد لا نتوقع الكثير من هؤلاء الطلاب الصغار، ولكنهم يفاجئوننا دوما، لأنهم مثل الاسفنج يمتصون الكثير ويقدمون الأكثر. فلا داعي للقول إن هذا الطفل لا زال صغيرا، وقد لا يستطيع، بل هو قد يفوق توقعاتنا، ويستطيع، ومن هنا يأتي مفهوم الإيمان بالطفل.

لم تكن مدرسة ابني في الإمارات سيئة، بل جيدة جدا، وكان يحبها كثيرا، ولكن أعتقد أن المدارس في بلداننا العربية، تفصل بين حياة الطالب في المدرسة وخارجها، لتصبح ازدواجية في التعامل، ولا يشعر الطالب أن والديه ومعلميه فريق واحد، وهو أمر خاطئ، لأنه سيعيش على إثرها حالة من الضياع. لذا قد يكون الكتاب والقراءة هو الرابط بين هذين الواقعين.


Tuesday 13 August 2013

كيف أصبح عادل إمام مضيعة للوقت؟




أعترف شخصيا أنني لست من عشاق الممثل المصري عادل إمام، رغم علمي بالقاعدة الجماهيري الواسعة التي يمتلكها، بسبب أعمالع الكوميدية السابقة، والتي صنعت له تاريخا فنيا حافلا، أنا عن نفسي، أرى أنه كان ناجحا.

ولا أعلم بصراحة كيف اهتديت هذا العام في شهر رمضان لمتابعة عمله الجديد "العراف،" وما الذي جذبني إليه بالضبط. قد أكون أحسست لوهلة أن فنانا كبيرا كعادل إمام لا بد أن يشارك في عمل سيترك بصمة كبيرة في هذا الشهر، خصوصا وأن الأعمال هذا العام شهدت انخفاضا في العدد (وعلى الأرجح في المضمون)، وبالتالي قد تكون مشاهدة أعمال الفنانين الكبار هي محاولة مني للبقاء في منطقة الأمان.

ولكن، وبعد انتهاء رمضان، دار في رأي سؤال واحد: منذ متى أصبح عادل إمام مضيعة للوقت؟ هذا بالضبط ما يلخص مسلسله هذا العام. فبصرف النظر عن القصة التقليدية وبطلها الخارق للعادة، والمشاهد الطويلة التي تستنزف من وقت العمل، ولا تخدمه دراميا، والنهاية غير المنطقية على الإطلاق، كانت هناك قضيتان في العمل لا يمكن التغاضي عن الإساءة التي تسببتا فيها للمشاهد أولا، ولجميع من عملوا فيه ثانيا.

أولا: بدت شخصية البطل (وهو عادل إمام) شخصية تائهة، برغم أن لديه توجها واحدا هو النصب. فكيف وافق عادل إمام، وهو بعد هذا العمر الطويل أصبح الأكثر خبرة في تركيب الشخصيات، كيف وافق على شخصية تمتلك كل شيء: الجيد والسيء، وهو يدري أن في هذه الحياة لا وجود لمثل ذلك.

لو كان هذا العمل يحمل اسم من قبيل "سوبر مان" مثلا لعذرناه، فقد ظهر في العمل على أنه رجل خارق فعلا. فعندما يصاب خليل دياب بأزمة صحية، نجد بطلنا (وبا سبحان الله) يمتلك إبرة الحل. وعندما تتمنى الابنة الحصول على زواج لن تنساه، نجد الوالد يصنع شيئا من لا شيء في ذات اليوم.

ثانيا: استغل العمل أحداثا واقعية كثورة 25 يناير لخدمة النص بطريقة بلهاء. فالبطل يرشح نفسه لخوض انتخابات رئاسية، وقبلها يتنبأ بسقوط النظام، وقبل ذلك كله، يهرب من السجن مع السجناء الهاربين بأسلوب حاول جعله كوميديا ولكنه لم يفلح في ذلك.

أفهم محاولة المخرج، ابنه رامي إمام، بقولبة شخصية فرانك أبيغنال من فيلم Catch Me If you Can في إطار عربي، ولكن هذا النوع من الأعمال بالذات بحاجة إلى كاتب سيناريو (ما حصلش) قادر على خلق حبكة درامية تثير المشاهد نحو تتبع الأحداث.


لم تنجح عزيزي عادل إماما في جذب المشاهدين إلى عملك هذه المرة، فخذها نصيحة مني هذا العام، اخرج من عباءة الشهرة التي تعيش فيها، وانزل قليلا إلى قلب المواطن لترى أنه بحاجة إلى أعمال تلامس حياته، وليس من الضروري أن تكون كوميدية ومضحكة، لأن الحياة التي يعيشها تحمل ما يكفيها من المضحك المبكي.