Saturday 11 June 2011

جمعة وراءها جمعة.. مسميات مختلفة والمعنى واحد: ثورة ثورة حتى النصر


جمعة الغضب... جمعة المحاكمة... جمعة الرحيل... جمعة الحرائر... جمعة أطفال الحرية... جميعها مسميات مختلفة لأيام الجمعة ولكنها في نهاية المطاف تحمل معنى واحدا... الحرية والثورة. فهذا العام حمل أيام جمع متعددة وكثيرة، سقط فيها المئات بين قتلى وجرحى. وفي هذه الأيام المباركة، بعض الشعوب حققت أهدافها، والبعض الآخر لا زال عاقدا العزم على أن يثور حتى يحقق جميع أهدافه.

في مصر، وحتى بعض تحقيق الهدف الأساسي للثورة، ألا وهو رحيل النظام، لا زال ليوم الجمعة أهداف أخرى هي هي أهداف ما بعد الثورة، أما في اليمن وسوريا، فليوم الجمعة معنى رمزي حمل بركته من نجاح الشعب المصري في تحقيق ما يرغب، فعل وعسى أن ينجح اليمنيون والسوريون في ذلك أيضا.

ويوم الجمعة بالنسبة لي لم يكن من الأيام المفضلة، فحين كنا أطفالا، ارتبط ذلك اليوم بـ"شغل البيت.. والغسيل... والترتيب... والدراسة لليوم التالي (حينما كانت إجازة آخر الأسبوع يومي الخميس والجمعة)" لذا.. لم أكن أحب هذا اليوم، وكان النكد يستيقظ ملازما لي في يومي هذا، ولم أكن وحدي في ذلك، بل كانت العائلة بأكملها هكذا..

مرت الأيام.. وتغيرت الأحوال.. وأصبح إجازة آخر الأسبوع يومي الجمعة والسبت، فلم أعد أمقته كما كان في السابق، كما أننا كبرنا ولم يعد هناك دراسة أو دوام تعليمي في اليوم التالي، بل أصبح الدوام الروتينيهو الموجود. ولكن ورغم ذلك كله.. لم أحب يوم الجمعة أبدا.. فقد أصبح يوما للكسل والخمول والارتياح من متاعب الأسبوع الطويل، خصوصا وأن استعباد العمل لنا نحن العمال يجعل من يوم الجمعة حلم كل عامل وموظف.. ورغم ذلك لم أحبه!!!

حتى هل عام 2011، ليصبح ليوم الجمعة طعم ومعنى جديدين...

أصبحنا ننتظر يوم الجمعة حتى نعرف المسمى الذي سيحمله في مصر وسوريا واليمن والأردن وغيرها... أصبح يوم الجمعة هو يو ممتابعة الأخبار بكثافة، خاصة وأننا لا نتابعها كثيرا خلال أيام الأسبوع نظرا لظروف العمل والحياة... حتى أننا أصبحنا ننتظر كل جمعة عسى أن تكون هي جمعة الحسم كما كان في مصر وتونس.. فالنظامان سقطا ورحلا في يوم جمعة...

أما التسميات التي حفلت لها ميادين التحرير لأيام الجمع فقد حملت نوعا من الابتكار والتميز، فلكل ثورة خصوصيتها التي تنتج جمعة مختلفة عن غيرها، فبعض أيام الجمعة سميت تكريما لمن شاركوا في الثورات، كجمعة الشهداء، والحرائر، والأطفال، وبعضها سميت للمناداة بهدف معين، كجمعة العمل والإنتاج والبناء، وبعضها استسقى اسمه من رحم الثورة، كجمعة الغضب، والرحيل، والقصاص.

حتى أن يوم الجمعة أصبح رمزا لتحقيق المطالب حتى في تلك البلدان والمجتمعات التي لم تشهد حصول ثورات حقيقية، ففي السعودية تستعد النساء للنزول للشوارع وقيادة سياراتهن، للمطالبة بهذا الحق، أما في البحرين، فقد نزل ائتلاف الرابع عشر من شباط في جمعة أطلق عليها اسم جمعة دعم الأسيرات..

وفيما يلي بعض أيام الجمع في بلدان الثورة العربية:

سوريا: جمعة العشائر، جمعة أطفال الحرية، جمعة الكرامة، جمعة الحرائر، جمعة حماة الديار

مصر: جمعة العمل وحقوق الشهداء، جمعة الغضب، جمعة حماية الثورة

اليمن: جمعة العهد لأهداف الثورة، جمعة اللاعودة، جمعة الوفاء، جمعة القصر

العراق: جمعة القصاص، جمعة القرار والرحيل

الكويت: جمعة الوثيقة، جمعة الإرادة، جمعة الرد

الأردن: جمعة الحشد، جمعة الحقيقة

وفي نهاية هذه الكلمات.. أستذكر ما قالته زميلتي المدونة المصرية إيمان هاشم في إحدى أيام الجمعة: "معا جميعا غدا الجمعة .. جمعة النوم.. في كل سراير مصر.. الشعب والمخدة ايد واحدة." مع الشكر الشديد والجزيل لإيمان.