Friday 17 May 2013

المزيد من كتب الأطفال؟؟؟

لنحو عامين، اعمل مع دار كلمات لنشر كتب الأطفال في إمارة الشارقة عبر قراءة بعض الكتب لديهم في نشاطات خارجية تطمح الى تعزيز دور الكتاب واللغة العربية في حياة الطفل. 
احب ما أقوم به، ولهذا أتقنه.. ما دفع الكثيرين الى محاولة إقناعي بضرورة إصدار مجموعتي القصصية الأولى للطفل. وأنا تشجعت للفكرة، وبدأت الأحلام تتسلل الى مخيلتي لتحفر لها مكانا فيها. 
ولكن...
في يوم ذهبت مع ولدي الى معرض الشارقة لكتب الأطفال وهاكم ما رأيت: عشرات دور النشر العربية، واكوام من كتب الأطفال لمختلف الأعمار والخلفيات، وقصص من جميع الأشكال ، ورسومات ولا أجمل... ولكن البيع... في الحضيض... وهذا ليس رأيي لوحدي بل ما لمسه عدد من أصحاب دور النشر تلك...
إذا، يبدو ان المشكلة الحقيقية لا تكمن بوجود الكتاب أو عدم وجوده. فهو موجود ومتوفر بكثرة... ولكن المشكلة هي في الرابط بين الطفل والكتاب.. كيف يمكن ان يحب الطفل الكتاب ويقبل على قراءته. 
هذا ما ينقصنا .. أو بالأخرى ينقص أولئك من محبي الكتب العربية، ( حتى لا اناقض نفسي في التدويني السابقة) ...
لعلنا بحاجة الى تثقيف انفسنا حول هذه العلاقة وكيف يمكنها ان تتطور ولا تؤثر على الحداثة والعصرية التي نرغب بالوصول إليها يوما ما... ولعلنا يجب ان نوظف التكنولوجيا بشكل أو بآخر لمساعدتنا في الوصول الى ذلك...
هذا طريق طويل، ولكن يبدأ من اللحظة التي ندرك فيها انه علينا فتح الصفحة الأولى من الكتاب لنبدأ برحلة القراءة. 

اللغة العربية ومذبحة القرن الحالي... البداية من المنزل



صدر قبل أيام في دبي تقرير حول تحديث تعليم اللغة العربية، وذلك حفاظا على هذه اللغة كلغة عصرية وليس لغة بائدة. وشدد التقرير على ضرورة تعليم اللغة العربية بطرق جديدة ومسلية حتى تروق للطالب أكثر ويقبل على تعلمها. 
الحقيقة أنني لم اقرأ التقرير، وسأفعل ذلك قريبا، ولكن السؤال الذي يخطر في بالي بداية: هل مشكلة اللغة العربية هي كيفية تعلمها في المدرسة؟ وهل تبدأ المشكلة على أية حال هنا؟ 
لا اعتقد ان المشكلة منبعها المدرسة، بل هي تبدأ من قبل أيام المدرسة. تبدأ حين تصبح المربية ليست الأم، ولكن فتاة في مقتبل العمر، قادمة من اندونيسيا أو الفلبين أو حتى إثيوبيا، باحثة عن فرصة عمل، فتدخل في أجواء أسرة لتعتني بأطفالها وتكون بديلة للام، التي قد تكون سيدة عاملة، أو سيدة مجتمع منشغلة بحفلاتها وزياراتها اليومية.
المشكلة تبدأ في الوقت الذي نضغط فيه على زر جهاز التحكم عن بعد. أو الريموت كونترول، ليشاهد الطفل برامج لا تتحدث بلغته ، وإنما لغات احنبية عصرية و"كول" أكثر. وان تحدثت بالعربية سأتمنى وقتها ان أسمعها بأي لغة ثانية بسبب التشويه الذي تعاني منه لغتنا الجميلة.
المشكلة تبدأ حين يصبح بارني ودورا وتيلي تابيز مثلا أعلى لأبنائنا، حتى لو تكلموا بالعربية، في الوقت الذي يمكن ان يكون لديهم مثل عربي يكون رمزا لهم في حياتهم.
المشكلة تبدأ حين يكون رف الكتب، ان وجد في المنزل، مليئا بقصص انجليزية بما تحويه من ألوان خلابة، وصور جذابة، وعبارات سهلة الفهم. وعلى سيرة الكتب، زرت مؤخراً معرض الشارقة لكتب الأطفال، وتوقفت عند مكتبة ربيع، وصاحبها رجل طيب للغاية، كان ينصحني باقتناء مجموعة من الكتب العربية لابنائي. دخلت سيدة مع اثنين من أبنائها، وأمسكت بعض الكتب بالانجليزية، وسالت أبناءها بلغة احنبية "مكسرة": "وآت بوكس يو وونت؟؟
لا أحد يلومك ان تحدثت الانجليزية، ولكن على الأقل ، علميها لابنائك بالشكل الصحيح.
 قبل ان اقرأ التقرير، أتمنى ان يكون القائمون عليه قد أخذوا بعين الاعتبار جميع هذه النقاط.. لان لا نفع لتعلم لغة بطريقة مسلية في المدرسة، ما لم تكن جذوره في المنزل قد غرفت من رحيق اللغة الأم.

   

Thursday 9 May 2013

بعد "سمير أبو النيل" هل سأختار أحمد مكي المغني أم أحمد مكي الممثل... هذا هو السؤال!!






بعد مشاهدة آخر أفلام المتألق (غنائيا وليس سينمائيا برأيي) أحمد مكي، تأكدت فعلا أنه يجب أن يبتعد عن السينما، ويركز في غناء الراب. دخلنا أنا وزوجي لمشاهدة آخر أفلام مكي، سمير أبو النيل، وكنا كلانا متفائلين بجرعة من الضحك والكوميديا، خصوصا أننا ضحكنا كثيرا في فيلمه السابق "لا تراجع ولا استسلام." ولكننا خرجنا مختلفين في الرأي، فبينما أحمد أحب الفيلم، وهذا يأتي من إعجابه الشديد بأحمد مكي، وعدم تقبله فكرة فشل أي فيلم له، وجدت في الفيلم سطحية لا مثيل لها، ولعبا على وتر الثورة والسخرية في الإعلام المصري، وأعلنت (داخليا) عدم ثقتي بما يمكن أن تنتجه السينما المصرية في المستقبل القريب، حتى يخرج فيلم يثبت لي عكس ذلك.

لن أروي أحداث القصة، لأن الفيلم لا يحمل أي نوع من القصة المحبوكة التي قد يرغب أي شخص في قراءتها. رغبتي هي أن أتناول شخصية سمير أبو النيل ذاته، التي بدت مفككة إلى أبعد الحدود، وشابتها السطحية، ولم تتبع نسقا واحدا خلال أحداث الفيلم، بل تلونت بحسب الالمشهد والوقائع التي تحدث فيه.

لم أجد صفة البخل مناسبة لهذه الشخصية، بل هي ربما صفة اعتدنا أن تكون مرتبطة بالظرافة، لذا فقد كانت الصفة الأنسب أمام الكاتب، خصوصا وأن الصفات الأخرى يمكن أن تكون مستهلكة في السينما المصرية، فصفة السمنة ظهرت في فيلم "اكس لارج" لأحمد حلمي، وصفة البشاعة ظهرت في فيلم مكي السابق "لا تراجع ولا استسلام."

ولم يبد البخل صفة مقنعة لترتبط بالأمانة، حينما طلب ابن العم من سمير أبو النيل حفظ نقوده عنده حتى عودته من رحلة العلاج، ولم تكن مقنعة أبدا فكرة وضع النقود عند ابن العم بالدرجة الأولى بحجة أنه "سيستثمرها ويزيد من أرباحها."

قد تكون الشخصية قدمت بعض الإسقاطات على إعلاميين مصريين تلونوا قبل الثورة وبعدها، ولو ركز الكاتب على هذا الجانب لكان نجح أكثر في تقديم فيلم أفضل، ولكن كان من الأسهل له (وأعتقد) تقديم صورة المواطن المصري بهذا الشكل، ليبدو تأسيس قناة تلفزيونية سهلا، وتأمين حفل لنانسي عجرم أو هيفاء وهبي سهلا، أو حتى ظهور الفنانة منة شلبي، والتي سمعناها "تقرط" بحرف الراء طوال الفيلم، بهذا الجمال، لأنني طوال مشاهدتي الأحداث ظننت أنها ستكون أبشع مخلوق رأيته على سطح الأرض.

باعتقادي، لم ينجح شريف عرفة بتقديم فيلم كوميدي هذه المرة، ولا أعتقد أن هذا أفضل أفلام أيمن بهجت قمر، ولكن لا يخلو الفيلم من بعض الجوانب الجميلة فيه، كأداء الممثل محمد لطفي، الذي أثبت نفسه كممثل كوميدي بالفطرة، وخصوصا في المشهد الذي ظهر فيه وهو يقدم القهوة في نهاية الفيلم.

نصيحة لأحمد مكي، ركز في أسلوب الغناء الذي عودتنا عليه، ولا تدخل في السينما إلا أذا كنت متأكدا من أن الفيلم سيخدمك فنيا أكثر منه جماهيريا، لأن هذا ما اعتدنا عليه من مكي المغني .. وأعرف أن أحمد لن يشاركني الرأي.. ولكن لا بأس J