Sunday 31 July 2011

ماما وبابا وضحى ووفاء وهناء... كل عام وأنتم بخير في رمضان

... وأتى رمضان هذا العام، وأنا أحس نفسي وحيدة! فهذا الشهر لطالما جمعنا معا أنا وماما وبابا وضحى ووفاء وهناء على طاولة واحدة، لتناول الإفطار، أو تحضير القطايف، أو مشاهدة التلفاز، أو الصلاة... ولكل مما ذكر حكايا وذكريات.. تدمع عيناي كل ما استحضرتها... فرمضان هذا العام ليس كأي رمضان مضى..

كلما يأتي رمضان .. أذكر اليوم الذي فاجأنا فيه بابا بدعوته أشخاصا على الإفطار قبل موعده بنصف ساعة فقط.. فحينها أتذكر أن ماما كانت تشاهد التلفاز بعد أن اطمأنت على إعداد طبق الشيش برك .. (كان اليوم الأول لازم ناكل شيش برك.. ما بعرف ليش) خرج بابا من الغرفة وقال: طيب أنا رايح أجيبهم..!!! لن أنسى منظر والدتي أبدا وهي تفز مكانها وتقول: تجيب مين!!!؟؟ لتفاجأ بأنه دعا بعضا من أقربائه على الإفطار... يااااه وكأن الأمر حدث بالأمس..

طبعا ضحى كانت لها حركاتها قبل الإفطار... فقبل الأذان بدقائق... كانت تمسك مسالتمرة.. وتبعدها عن فمها ثم تقربها شيئا فشيئا. فما إن يقول المؤذن "الله أكبر" حتى تجدها وقد استقرت في فمها.... تتبعها بالتي بعدها والتي بعدها..

طبعا الواحد منا لا يأكل شيئا على الإفطار.. فالشهونة تأتي قبل الوجبة.. أي حينما يكون المرء صائما... نطلب من ماما هذا وذاك وذاك.. وعلى المائدة لا نتناول إلا الشوربة.. والسلطة.. ويا دوب ملعقتان من الطبق الرئيسي.. على فكرة.. أشتاق لشوربة المشروم التي تحضرها ماما... فمهما حاولت أن أحضرها.. تجدني لا أحضرها كما تفعل هي..

بعد الإفطار كان يأتي دور القطايف بالطبع... بس لحظة.. قبل ذلك كله.. كان موعد الجلي قد حان.. ولا بد أن يبدأ الخلاف فيمن عليه أن يجلي اليوم.. لا أذكر كيف كنا نقسم المسؤوليات ولكنها كانت تقسم في النهاية بعد طوشات لا تنتهي..

الشاي مع القطايف المحضرة في الفرن... كم أشتهي تلك الجلسات.. في الوقت الذي كانت تجلس فيه ماما على الكرسي وتقول لي: يللا دوريلنا على مسلسل نتابعه... فكلما قالت هذه الجملة أتذكر العام الذي عرضت فيه التغريبة الفلسطينية.. ماما عشقت المسلسل .. وكانت ستحضره حتى لو أعيد مائة ألف مرة.. المهم ليس في جماله .. بل في أنه كان يجمعنا معا وقتها..

وكما لوقت الإفطار جماليته الخاصة.. هناك جمالية خاصة للسحور.. فبابا كان يتولى مسؤولية تحضير السحور ومن ثم إيقاظنا من النوم... لنتناول وجبة ولا أشهى.. فاليوم كلما تذوقت القشطة مع المربى تذكرت تلك اللحظات.. فالقشطة والمربى كانا دائما حاضرين على تلك المائدة..

لا زال رمضان جميلا.. ولكنه كان أحلى.. كنت أتمنى في صغري أن يكون رمضان طول العام... فهناك ذكريات لهذا الشهر الفضيل.. للأسف لن يعيشها أولادي.. كمدفع الإفطار.. والمسحراتي.. وفوازير رمضان... والعرق سوس الذي كانت تشتريه ماما في إربد وتحضره في كيس بلاستيك.. كل هذه الأمور لن يعيشوها .. فقد اختفت ولم يعد لها أي أثر سوى ما سننقله إليهم..

ففي الليلة الأولى قبل هذا الشهر.. كل عام وأنت بخير يا بابا.. كم عام وأنتي بخير يا ماما.. كل عام وأنتي بخير يا ضحى .. كل عام وأنتي بخير يا وفاء... وكل عام وأنتي بخير يا هناء... في الإفطار سأراكم أمامي.. وعندما أتابع أي مسلسل سأتخيلكم معي... وحين أتناول قطعة من القطايف سأستحضركم تجلسون معي...

ببساطة.. سأشتاق إليكم كثيرا في هذه الأجواء الرمضانية!

No comments:

Post a Comment