Thursday 19 September 2013

طفلي بين واقعين: واقع يقرأ وواقع لا يقرأ!

أرسلت ابني البالغ من العمر خمس سنوات خلال عامين إلى نفس الصف مرتين، إلى الروضة، مرة في الإمارات، والمرة الثانية في أمريكا. تجربتان مختلفتان تماما، ولا أعني أن إحداهما سيئة وإحداهما جيدة، بل إن إحداهما يجب أن تعلم الأخرى. 

أتمنى لو تأخذ مدارسنا في العالم العربي بعضا من النقاط التالية في  الحسبان، فلا نريد بناء جيل من المخترعين والمستكشفين والعباقرة، ولكن نريد بناء جيل يتمسك بهويته وثقافته ولغته، جيل يقرأ ويقرأ ويقرأ، جيل يكبر على الاعتماد على الذات والشجاعة، لأن ذلك كله سيؤدي في النهاية إلى جيل من المخترعين والمستكشفين والعباقرة.

كنت مدعوة اليوم لحضور اجتماع للأهالي، للتعرف إلى سياسة المدرسة، وأساليب التعليم، والتعرف إلى المعلمات بشكل أفضل، وهذا ما خرجت به: 

- موعد الاجتماع كان الساعة 6:45، وفعلا بدأت المديرة بالحديث الساعة 6:45. لا تأخير، واحترام الوقت هو الأهم.

- إلى جانب المديرة، وقفت شابة في بداية الثلاثينيات تترجم ما يقال بلغة الإشارة. لم أفكر سابقا بضرورة وجود ترجمة بلغة الإشارة، ولكن اليوم فقط أدركت كيف يكون احترام الإنسان بكافة قدراته.

- شددت المعلمات في بداية حديثهن على الكتاب والقراءة، وهذا ما قلنه:

"القراءة .. القراءة.. القراءة.. يجب أن يحاط الأطفال بالكتاب في كل مكان، يجب أن يقرأ كتابا في كل وقت، لأن القراءة وحدها تجعله يسافر إلى كل مكان وهو في مكانه، وهي توسع مداركه، حتى الرياضيات نعلمها في هذا العمر عن طريق القراءة."

- قد لا نتوقع الكثير من هؤلاء الطلاب الصغار، ولكنهم يفاجئوننا دوما، لأنهم مثل الاسفنج يمتصون الكثير ويقدمون الأكثر. فلا داعي للقول إن هذا الطفل لا زال صغيرا، وقد لا يستطيع، بل هو قد يفوق توقعاتنا، ويستطيع، ومن هنا يأتي مفهوم الإيمان بالطفل.

لم تكن مدرسة ابني في الإمارات سيئة، بل جيدة جدا، وكان يحبها كثيرا، ولكن أعتقد أن المدارس في بلداننا العربية، تفصل بين حياة الطالب في المدرسة وخارجها، لتصبح ازدواجية في التعامل، ولا يشعر الطالب أن والديه ومعلميه فريق واحد، وهو أمر خاطئ، لأنه سيعيش على إثرها حالة من الضياع. لذا قد يكون الكتاب والقراءة هو الرابط بين هذين الواقعين.


No comments:

Post a Comment