Saturday, 9 April 2011

عمرو قطامش وإنقاذ الذائقة العربية

قبل بضعة أسابيع، حين تم الإعلان عن إطلاق برنامج "المواهب العربية" "أرابز غوت تالنت"، اعتقدت أن هذا النوع من البرامج إنما هدفه شغل الشارع العربي عما يحدث في واقعنا، خصوصا مع الأحداث المتلاحقة التي تجري في كل من تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن وغيرها. وللصدفة البحتة، تزامنت الحلقة الأولى من البرنامج مع هروب الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي. كنت جالسة أتابع أحداث تلك الحلقة، علّي أكتشف مواهب جديدة تعيد الأمل للشارع العربي، الذي كان في تلك الفترة يعيش حالة من اليأس والبؤس بعد أن تلاحقت المآسي والأخبار المزعجة. دخل زوجي في تلك اللحظة وخاطبني بالقول: أتتابعين هذا ولا تدرين ما يحدث حولك؟؟ لقد سقط نظام بن علي!! كانت تلك مفاجأة كبرى، جعلتني أتأكد أن هذا النوع من البرامج هدفها فعلا إلهاؤنا عما هو أهم بالنسبة لنا: الجانب المشرق من واقعنا العربي في هذا العام.

جاءت بعدها ثورة مصر، واليمن، وليبيا، وسوريا، ولا زالت حلقات البرنامج تعرض تباعا كل جمعة، حتى عرضت الحلقة الأخيرة منه مساء الأمس، 8 أبريل/نيسان، التي تأهل إليها عدد من المشتركين أصحاب المواهب المتعددة، التي لا أخفيكم القول أن معظمها نادرة الحصول في عالمنا العربي، إلا أن ما أبهرني هو المشتركون الثلاثة الذين حصلوا على أعلى نسب التصويت، وهم صاحب موهبة السحر، والرسام المغربي، والشاعر "الحلمنتيشي" الذي استحق وبجدارة الفوز باللقب.

حينما سمعت حصول هؤلاء الثلاثة إلى أعلى نسب التصويت، انتابني شعور بالارتياح، سببه أنني أحسست بأن الشعب العربي لا زال بخير، وليس كما يوسف بشعب "دقي يا مزيكا" أو الشعب الذي يتبع مقولة "الجمهور عاوز كدة"، فنحن شعب لا زلنا نؤمن بالفن الأصيل، والوطنية، وحب الأرض، والإبداع، والتجدد.

جمهور البرنامج استجاب لكلام عمرو قطامش، وتفاعل معه، بل ورفعه إلى أعلى مستويات، وجعله علامة فارقة بين مشتركين آخرين، ولا أقصد القول هنا أن أيا ممن رقصوا أو غنوا كانوا "وحشين" أو قدموا عروضا باهتة، ولكن نوعية العرض هي التي أنقذت البرنامج من السقوط في فخ التقليد واتباع الواقع الغربي وغير ذلك.

ولكن سؤالي هنا هو: يا ترى من أنقذ الآخر.. هل أنقذت الثورة عمرو قطامش وجعلته يفوز؟ أم أن عمرو قطامش أنقذ الذائقة العربية في ظل كل ما نشهده من انحلال وهبوط؟ قد تختلف الآراء هنا، إلا أن الحقيقة التي استوعبناها والتي علمنا إياها الشباب العربي في عام 2011 هو أن مواهبهم تعدت الرقص والغناء والتطبيل والتزمير، فكما قال قطامش: "فبصرخة شاب سيس.... سقط نظام ورئيس".

No comments:

Post a Comment