Tuesday, 12 April 2011

يمن "الإصرار" السعيد.. مع التحية

ترى ما الذي يدور في اليمن؟

فثورة الشعب هناك أذكر أنها رافقت قيام ثورة الشعب في مصر، حيث سقط النظام ، بينما لا يزال صامدا في اليمن السعيد. فما الذي يجري؟


حتى المحطات الفضائية ومواقع الرصد الاجتماعية لم تتمكن حتى الآن من شرح ما يحصل هناك، ونقل الصورة الحقيقية للواقع الأليم الذي يعيشه الشعب اليمني، نساء ورجالا، كبارا وصغارا.

فما الذي يجري حقيقة؟

علي عبد الله صالح لا زال متمسكا بكرسيه بيديه وأسنانه، بينما على الأرض لا تمانع قوات الأمن في إطلاق الرصاص على المتظاهرين، لقتلهم وجرحهم، غير أن هؤلاء الشباب فجروا مفاجأة كبيرة ... أنهم صامدون ولم يتنازلوا عن مطالبهم.

ماذا كنا نعرف عن اليمن في السابق؟

بالنسبة لي، كان هذا البلد هو اليمن السعيد، الذي قرأناه في قصة سيدنا سليمان، وتغنا الشعراء فيه بعدن، ورأينا كيف يحمل اليمنيون فيه خناجرهم معتزين بتراثهم، بينما تمتلئ أفواه عدد منهم بالقات الشهير.

ظننا أن اليمن سيكون من بين تلك البلدان التي لا تتغير أبدا، بل سيبقى فيها الرئيس رئيسا، والعامل عاملا، والصغير صغيرا...

فما الذي تغير؟

ما الذي جعلنا ننسى القات، والخنجر، وعدن، وسد مأرب، وووو، لننحني أمام ثورة اليمنيين، فهؤلاء، من سميناهم في أحد الأيام، عبيد القات، أو أصحاب القلوب الطيبة، علمونا نحن العرب معنى الغضب، ومعنى الإصرار، ومعنى الحرية، فهم لا زالوا يقاتلون بأنفسهم، لم يدخل الغريب ليقاتل عنهم، ويعيد لهم حقوقهم، ولا زالوا يقفون ندا في وجه الظالم والظلام.

عند بدء المظاهرات في اليمن، أذكر أن فريقا من سي ان ان كان على وشك التوجه إلى صنعاء لتغطية المظاهرات، وفي نفس ذلك الوقت، أعلن علي عبد الله صالح أن لا توريث ولا تمديد في الحكم، وقام بإصدار بعض التعديلات الدستورية، وهو ما دفعني إلى الاعتقاد أن اليمنيين قد يقتنعون بهذه القرارات فيتراجعوا عن مطالبهم، غير أن أحد زملائي أثناني عن هذا التفكير، وقال إن هذه التعديلات قد تدفعهم إلى المطالبة بما هو أكثر من ذلك، ألا وهو تنحي الرئيس.

لم أقتنع بهذا الكلام، غير أنني اليوم، وبعد مرور أكثر من شهرين على ذلك، تأكدت أن اليمن السعيد، لم يعد يمنا سعيدا فحسب، بل هو يمن الحرية والإصرار السعيد.

تحية لكم أيها اليمنيون، يا من علمتمونا معنى الحياة الكريمة، والحرية، والأمل، والإصرار.

No comments:

Post a Comment