Friday 17 May 2013

اللغة العربية ومذبحة القرن الحالي... البداية من المنزل



صدر قبل أيام في دبي تقرير حول تحديث تعليم اللغة العربية، وذلك حفاظا على هذه اللغة كلغة عصرية وليس لغة بائدة. وشدد التقرير على ضرورة تعليم اللغة العربية بطرق جديدة ومسلية حتى تروق للطالب أكثر ويقبل على تعلمها. 
الحقيقة أنني لم اقرأ التقرير، وسأفعل ذلك قريبا، ولكن السؤال الذي يخطر في بالي بداية: هل مشكلة اللغة العربية هي كيفية تعلمها في المدرسة؟ وهل تبدأ المشكلة على أية حال هنا؟ 
لا اعتقد ان المشكلة منبعها المدرسة، بل هي تبدأ من قبل أيام المدرسة. تبدأ حين تصبح المربية ليست الأم، ولكن فتاة في مقتبل العمر، قادمة من اندونيسيا أو الفلبين أو حتى إثيوبيا، باحثة عن فرصة عمل، فتدخل في أجواء أسرة لتعتني بأطفالها وتكون بديلة للام، التي قد تكون سيدة عاملة، أو سيدة مجتمع منشغلة بحفلاتها وزياراتها اليومية.
المشكلة تبدأ في الوقت الذي نضغط فيه على زر جهاز التحكم عن بعد. أو الريموت كونترول، ليشاهد الطفل برامج لا تتحدث بلغته ، وإنما لغات احنبية عصرية و"كول" أكثر. وان تحدثت بالعربية سأتمنى وقتها ان أسمعها بأي لغة ثانية بسبب التشويه الذي تعاني منه لغتنا الجميلة.
المشكلة تبدأ حين يصبح بارني ودورا وتيلي تابيز مثلا أعلى لأبنائنا، حتى لو تكلموا بالعربية، في الوقت الذي يمكن ان يكون لديهم مثل عربي يكون رمزا لهم في حياتهم.
المشكلة تبدأ حين يكون رف الكتب، ان وجد في المنزل، مليئا بقصص انجليزية بما تحويه من ألوان خلابة، وصور جذابة، وعبارات سهلة الفهم. وعلى سيرة الكتب، زرت مؤخراً معرض الشارقة لكتب الأطفال، وتوقفت عند مكتبة ربيع، وصاحبها رجل طيب للغاية، كان ينصحني باقتناء مجموعة من الكتب العربية لابنائي. دخلت سيدة مع اثنين من أبنائها، وأمسكت بعض الكتب بالانجليزية، وسالت أبناءها بلغة احنبية "مكسرة": "وآت بوكس يو وونت؟؟
لا أحد يلومك ان تحدثت الانجليزية، ولكن على الأقل ، علميها لابنائك بالشكل الصحيح.
 قبل ان اقرأ التقرير، أتمنى ان يكون القائمون عليه قد أخذوا بعين الاعتبار جميع هذه النقاط.. لان لا نفع لتعلم لغة بطريقة مسلية في المدرسة، ما لم تكن جذوره في المنزل قد غرفت من رحيق اللغة الأم.

   

No comments:

Post a Comment