Thursday, 9 May 2013

بعد "سمير أبو النيل" هل سأختار أحمد مكي المغني أم أحمد مكي الممثل... هذا هو السؤال!!






بعد مشاهدة آخر أفلام المتألق (غنائيا وليس سينمائيا برأيي) أحمد مكي، تأكدت فعلا أنه يجب أن يبتعد عن السينما، ويركز في غناء الراب. دخلنا أنا وزوجي لمشاهدة آخر أفلام مكي، سمير أبو النيل، وكنا كلانا متفائلين بجرعة من الضحك والكوميديا، خصوصا أننا ضحكنا كثيرا في فيلمه السابق "لا تراجع ولا استسلام." ولكننا خرجنا مختلفين في الرأي، فبينما أحمد أحب الفيلم، وهذا يأتي من إعجابه الشديد بأحمد مكي، وعدم تقبله فكرة فشل أي فيلم له، وجدت في الفيلم سطحية لا مثيل لها، ولعبا على وتر الثورة والسخرية في الإعلام المصري، وأعلنت (داخليا) عدم ثقتي بما يمكن أن تنتجه السينما المصرية في المستقبل القريب، حتى يخرج فيلم يثبت لي عكس ذلك.

لن أروي أحداث القصة، لأن الفيلم لا يحمل أي نوع من القصة المحبوكة التي قد يرغب أي شخص في قراءتها. رغبتي هي أن أتناول شخصية سمير أبو النيل ذاته، التي بدت مفككة إلى أبعد الحدود، وشابتها السطحية، ولم تتبع نسقا واحدا خلال أحداث الفيلم، بل تلونت بحسب الالمشهد والوقائع التي تحدث فيه.

لم أجد صفة البخل مناسبة لهذه الشخصية، بل هي ربما صفة اعتدنا أن تكون مرتبطة بالظرافة، لذا فقد كانت الصفة الأنسب أمام الكاتب، خصوصا وأن الصفات الأخرى يمكن أن تكون مستهلكة في السينما المصرية، فصفة السمنة ظهرت في فيلم "اكس لارج" لأحمد حلمي، وصفة البشاعة ظهرت في فيلم مكي السابق "لا تراجع ولا استسلام."

ولم يبد البخل صفة مقنعة لترتبط بالأمانة، حينما طلب ابن العم من سمير أبو النيل حفظ نقوده عنده حتى عودته من رحلة العلاج، ولم تكن مقنعة أبدا فكرة وضع النقود عند ابن العم بالدرجة الأولى بحجة أنه "سيستثمرها ويزيد من أرباحها."

قد تكون الشخصية قدمت بعض الإسقاطات على إعلاميين مصريين تلونوا قبل الثورة وبعدها، ولو ركز الكاتب على هذا الجانب لكان نجح أكثر في تقديم فيلم أفضل، ولكن كان من الأسهل له (وأعتقد) تقديم صورة المواطن المصري بهذا الشكل، ليبدو تأسيس قناة تلفزيونية سهلا، وتأمين حفل لنانسي عجرم أو هيفاء وهبي سهلا، أو حتى ظهور الفنانة منة شلبي، والتي سمعناها "تقرط" بحرف الراء طوال الفيلم، بهذا الجمال، لأنني طوال مشاهدتي الأحداث ظننت أنها ستكون أبشع مخلوق رأيته على سطح الأرض.

باعتقادي، لم ينجح شريف عرفة بتقديم فيلم كوميدي هذه المرة، ولا أعتقد أن هذا أفضل أفلام أيمن بهجت قمر، ولكن لا يخلو الفيلم من بعض الجوانب الجميلة فيه، كأداء الممثل محمد لطفي، الذي أثبت نفسه كممثل كوميدي بالفطرة، وخصوصا في المشهد الذي ظهر فيه وهو يقدم القهوة في نهاية الفيلم.

نصيحة لأحمد مكي، ركز في أسلوب الغناء الذي عودتنا عليه، ولا تدخل في السينما إلا أذا كنت متأكدا من أن الفيلم سيخدمك فنيا أكثر منه جماهيريا، لأن هذا ما اعتدنا عليه من مكي المغني .. وأعرف أن أحمد لن يشاركني الرأي.. ولكن لا بأس J

No comments:

Post a Comment