Monday, 1 August 2011

رمضان هذا العام.. أبطال سوريا يفتحون "باب الحارة"


أوووووف.. أخيرا.. رمضان من دون باب الحارة!! الواحد منا يتنفس الصعداء حين لا يجد إعلانا واحدا لهذا المسلسل على محطة ام بي سي.. فهذا العام.. لن نثقل تفكيرنا بالخوض في مصير أبو عصام، وفيما إذا كان قد قتل أم لا، ولا فيما إذا كان ابنه عصام سيتزوج مرة رابعة أم لا، ولا في مصير الحارة بأكملها، التي حملت أحداثها إسقاطات على الواقع بشكل مريع، جعل من أبطالها مساوين في قيمتهم لأبطال تاريخيين كثر.
لن نجلس هذا العام أمام التلفاز بانتظار أحداث جديدة في تلك الحارة السورية.. ولكن مهلا.. ألم تتحول سوريا كلها إلى أبواب حارات أبية وحرة، لا ترضى بالضيم؟ ألا تحمل الأحداث في سوريا اليوم ذات الطابع الذي كنا نشاهده في الدراما السورية وبالتحديد في باب الحارة؟ ولكن الاختلاف كبير.. فهذه دراما.. وهذا واقع يعيشه مئات الملايين من الناس، الذين فقدوا أحباء وأقرباء وأصدقاء بسبب ظالم يأبى التزحزح أو حتى وقف القتل الذي لم يعد يفرق بين صغير وكبير، فكلهم واحد..
لن نجلس هذا العام أمام التلفاز لنشاهد مجموعة من الممثلين المنافقين الذين لطالما رفعوا شعارات الحرية والعدالة والمقاومة والتحرير وفوق ذلك كله الوقوف في وجه الظالم بتقمصهم أدوارا (ولا أبو زيد الهلالي) لأن الأقنعة هذا العام سقطت كلها... فمن كان بالأمس بطلا دراميا أحبه الجمهور لرجولته (أو رجولتها) لم يعد اليوم كذلك.. بعد أن طبل وزمر للنظام في الواقع ... ليس ذلك فحسب.. بل وصف الأطهار من الثائرين بألفاظ يخجل من هم مثلي بالتفوه أو حتى التفكير بها.. فليست لدي مشكلة في أن يكون للآخر رأي مخالف.. كأن يكون مؤيدا للنظام مثلا.. ولكن لم عليه توجيه الاتهام الواحد تلو الآخر للثوار.. أهو إثبات ضعف النظام أم ضعف الموقف؟؟
تساءلت بالأمس. كيف يمكن لأي شخص منا قبول تأدية دور معين.. بل والمداومة على هذا النوع من الأدوار البطولية.. وفجأة حينما يصبح الأمر جادا... ينقلب السحر على الساحر.. ليصبح هؤلاء أنفسهم ممثلين للظلم وحاشيته...
كثيرون يقولون إنهم سيقاطعون أعمالا درامية لمثل هؤلاء ممن طبلوا وزمروا لبشار.. أنا لن أقاطع.. وأعلنها صراحة.. بل سأتابع مسلسل النفاق المستمر.. الذي لا يرحم طفلا رضيعا أو شيخا هرما.. سأتابعه حتى نهايته.. كما كنت دائما متابعة دائمة في السابق. ولكن الاختلاف هنا هو أن الاحترام سقط.. بعد أن سقطت الأقنعة.. أو رجولتهافهؤلاء لن يدوموا طويلا.. لأن الثوار غالبون .. فالحق سيغلب.. كما غلب سابقا ولو بعد زمن طويل... لأن كثيرا منهم كذلك فقد ألقه ونجوميته بعد تصريحات أزالت عنهم ثوب الهيبة..
نعود إلى باب الحارة.. الذي فتح في حماة وحمص واللاذقية وريف دمشق وحلب.. وغيرها الكثير.. هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون .. الذين لن نغفل عن متابعة ما يقومون به من بطولات ...وليسوا أولئك الذين يمثلون أدوارا لا تليق بهم.. ففي نهاية المطاف الكلام سهل... والتمثيل سهل.. ولكن في مثل هذه المواقف يقاس ولاء الإنسان لإنسانيته.. والفنان المثقف لشعبه الذي رفعه درجات.. وبإمكانه وبكل يسر وسهولة أن ينزله إلى أسفل السافلين..
الخوف من أن ينتج جزء جديد من باب الحارة العام المقبل. يحمل إسقاطات على ما يحدث في سوريا.. والخوف الأكبر أن يرتدي هؤلاء الممثلون الجبناء أثواب البطولة والتحرير بعد أن يكون الظالم قد سقط ... والنظام قد أزيح..

Sunday, 31 July 2011

ماما وبابا وضحى ووفاء وهناء... كل عام وأنتم بخير في رمضان

... وأتى رمضان هذا العام، وأنا أحس نفسي وحيدة! فهذا الشهر لطالما جمعنا معا أنا وماما وبابا وضحى ووفاء وهناء على طاولة واحدة، لتناول الإفطار، أو تحضير القطايف، أو مشاهدة التلفاز، أو الصلاة... ولكل مما ذكر حكايا وذكريات.. تدمع عيناي كل ما استحضرتها... فرمضان هذا العام ليس كأي رمضان مضى..

كلما يأتي رمضان .. أذكر اليوم الذي فاجأنا فيه بابا بدعوته أشخاصا على الإفطار قبل موعده بنصف ساعة فقط.. فحينها أتذكر أن ماما كانت تشاهد التلفاز بعد أن اطمأنت على إعداد طبق الشيش برك .. (كان اليوم الأول لازم ناكل شيش برك.. ما بعرف ليش) خرج بابا من الغرفة وقال: طيب أنا رايح أجيبهم..!!! لن أنسى منظر والدتي أبدا وهي تفز مكانها وتقول: تجيب مين!!!؟؟ لتفاجأ بأنه دعا بعضا من أقربائه على الإفطار... يااااه وكأن الأمر حدث بالأمس..

طبعا ضحى كانت لها حركاتها قبل الإفطار... فقبل الأذان بدقائق... كانت تمسك مسالتمرة.. وتبعدها عن فمها ثم تقربها شيئا فشيئا. فما إن يقول المؤذن "الله أكبر" حتى تجدها وقد استقرت في فمها.... تتبعها بالتي بعدها والتي بعدها..

طبعا الواحد منا لا يأكل شيئا على الإفطار.. فالشهونة تأتي قبل الوجبة.. أي حينما يكون المرء صائما... نطلب من ماما هذا وذاك وذاك.. وعلى المائدة لا نتناول إلا الشوربة.. والسلطة.. ويا دوب ملعقتان من الطبق الرئيسي.. على فكرة.. أشتاق لشوربة المشروم التي تحضرها ماما... فمهما حاولت أن أحضرها.. تجدني لا أحضرها كما تفعل هي..

بعد الإفطار كان يأتي دور القطايف بالطبع... بس لحظة.. قبل ذلك كله.. كان موعد الجلي قد حان.. ولا بد أن يبدأ الخلاف فيمن عليه أن يجلي اليوم.. لا أذكر كيف كنا نقسم المسؤوليات ولكنها كانت تقسم في النهاية بعد طوشات لا تنتهي..

الشاي مع القطايف المحضرة في الفرن... كم أشتهي تلك الجلسات.. في الوقت الذي كانت تجلس فيه ماما على الكرسي وتقول لي: يللا دوريلنا على مسلسل نتابعه... فكلما قالت هذه الجملة أتذكر العام الذي عرضت فيه التغريبة الفلسطينية.. ماما عشقت المسلسل .. وكانت ستحضره حتى لو أعيد مائة ألف مرة.. المهم ليس في جماله .. بل في أنه كان يجمعنا معا وقتها..

وكما لوقت الإفطار جماليته الخاصة.. هناك جمالية خاصة للسحور.. فبابا كان يتولى مسؤولية تحضير السحور ومن ثم إيقاظنا من النوم... لنتناول وجبة ولا أشهى.. فاليوم كلما تذوقت القشطة مع المربى تذكرت تلك اللحظات.. فالقشطة والمربى كانا دائما حاضرين على تلك المائدة..

لا زال رمضان جميلا.. ولكنه كان أحلى.. كنت أتمنى في صغري أن يكون رمضان طول العام... فهناك ذكريات لهذا الشهر الفضيل.. للأسف لن يعيشها أولادي.. كمدفع الإفطار.. والمسحراتي.. وفوازير رمضان... والعرق سوس الذي كانت تشتريه ماما في إربد وتحضره في كيس بلاستيك.. كل هذه الأمور لن يعيشوها .. فقد اختفت ولم يعد لها أي أثر سوى ما سننقله إليهم..

ففي الليلة الأولى قبل هذا الشهر.. كل عام وأنت بخير يا بابا.. كم عام وأنتي بخير يا ماما.. كل عام وأنتي بخير يا ضحى .. كل عام وأنتي بخير يا وفاء... وكل عام وأنتي بخير يا هناء... في الإفطار سأراكم أمامي.. وعندما أتابع أي مسلسل سأتخيلكم معي... وحين أتناول قطعة من القطايف سأستحضركم تجلسون معي...

ببساطة.. سأشتاق إليكم كثيرا في هذه الأجواء الرمضانية!

Saturday, 11 June 2011

جمعة وراءها جمعة.. مسميات مختلفة والمعنى واحد: ثورة ثورة حتى النصر


جمعة الغضب... جمعة المحاكمة... جمعة الرحيل... جمعة الحرائر... جمعة أطفال الحرية... جميعها مسميات مختلفة لأيام الجمعة ولكنها في نهاية المطاف تحمل معنى واحدا... الحرية والثورة. فهذا العام حمل أيام جمع متعددة وكثيرة، سقط فيها المئات بين قتلى وجرحى. وفي هذه الأيام المباركة، بعض الشعوب حققت أهدافها، والبعض الآخر لا زال عاقدا العزم على أن يثور حتى يحقق جميع أهدافه.

في مصر، وحتى بعض تحقيق الهدف الأساسي للثورة، ألا وهو رحيل النظام، لا زال ليوم الجمعة أهداف أخرى هي هي أهداف ما بعد الثورة، أما في اليمن وسوريا، فليوم الجمعة معنى رمزي حمل بركته من نجاح الشعب المصري في تحقيق ما يرغب، فعل وعسى أن ينجح اليمنيون والسوريون في ذلك أيضا.

ويوم الجمعة بالنسبة لي لم يكن من الأيام المفضلة، فحين كنا أطفالا، ارتبط ذلك اليوم بـ"شغل البيت.. والغسيل... والترتيب... والدراسة لليوم التالي (حينما كانت إجازة آخر الأسبوع يومي الخميس والجمعة)" لذا.. لم أكن أحب هذا اليوم، وكان النكد يستيقظ ملازما لي في يومي هذا، ولم أكن وحدي في ذلك، بل كانت العائلة بأكملها هكذا..

مرت الأيام.. وتغيرت الأحوال.. وأصبح إجازة آخر الأسبوع يومي الجمعة والسبت، فلم أعد أمقته كما كان في السابق، كما أننا كبرنا ولم يعد هناك دراسة أو دوام تعليمي في اليوم التالي، بل أصبح الدوام الروتينيهو الموجود. ولكن ورغم ذلك كله.. لم أحب يوم الجمعة أبدا.. فقد أصبح يوما للكسل والخمول والارتياح من متاعب الأسبوع الطويل، خصوصا وأن استعباد العمل لنا نحن العمال يجعل من يوم الجمعة حلم كل عامل وموظف.. ورغم ذلك لم أحبه!!!

حتى هل عام 2011، ليصبح ليوم الجمعة طعم ومعنى جديدين...

أصبحنا ننتظر يوم الجمعة حتى نعرف المسمى الذي سيحمله في مصر وسوريا واليمن والأردن وغيرها... أصبح يوم الجمعة هو يو ممتابعة الأخبار بكثافة، خاصة وأننا لا نتابعها كثيرا خلال أيام الأسبوع نظرا لظروف العمل والحياة... حتى أننا أصبحنا ننتظر كل جمعة عسى أن تكون هي جمعة الحسم كما كان في مصر وتونس.. فالنظامان سقطا ورحلا في يوم جمعة...

أما التسميات التي حفلت لها ميادين التحرير لأيام الجمع فقد حملت نوعا من الابتكار والتميز، فلكل ثورة خصوصيتها التي تنتج جمعة مختلفة عن غيرها، فبعض أيام الجمعة سميت تكريما لمن شاركوا في الثورات، كجمعة الشهداء، والحرائر، والأطفال، وبعضها سميت للمناداة بهدف معين، كجمعة العمل والإنتاج والبناء، وبعضها استسقى اسمه من رحم الثورة، كجمعة الغضب، والرحيل، والقصاص.

حتى أن يوم الجمعة أصبح رمزا لتحقيق المطالب حتى في تلك البلدان والمجتمعات التي لم تشهد حصول ثورات حقيقية، ففي السعودية تستعد النساء للنزول للشوارع وقيادة سياراتهن، للمطالبة بهذا الحق، أما في البحرين، فقد نزل ائتلاف الرابع عشر من شباط في جمعة أطلق عليها اسم جمعة دعم الأسيرات..

وفيما يلي بعض أيام الجمع في بلدان الثورة العربية:

سوريا: جمعة العشائر، جمعة أطفال الحرية، جمعة الكرامة، جمعة الحرائر، جمعة حماة الديار

مصر: جمعة العمل وحقوق الشهداء، جمعة الغضب، جمعة حماية الثورة

اليمن: جمعة العهد لأهداف الثورة، جمعة اللاعودة، جمعة الوفاء، جمعة القصر

العراق: جمعة القصاص، جمعة القرار والرحيل

الكويت: جمعة الوثيقة، جمعة الإرادة، جمعة الرد

الأردن: جمعة الحشد، جمعة الحقيقة

وفي نهاية هذه الكلمات.. أستذكر ما قالته زميلتي المدونة المصرية إيمان هاشم في إحدى أيام الجمعة: "معا جميعا غدا الجمعة .. جمعة النوم.. في كل سراير مصر.. الشعب والمخدة ايد واحدة." مع الشكر الشديد والجزيل لإيمان.

Thursday, 26 May 2011

سعوديون سيضربون النساء يوم 17/6 بالعقال على الفيسبوك... ضحكتوني!!!

اليوم، قرأت أغرب خبر في التاريخ (أو هو ليس بالضرورة أغرب خبر، ولكن إذا أخذنا بعين الاعتبار أننا نعيش في عصر التطور والتقدم والانفتاح والتكنولوجيا وكل هذا، فهو بالطبع خبر غريب) حول إطلاق مجموعة من السعوديين حملة عبر الفيسبوك "لضرب اللواتي يقدن سياراتهن" علانية في الشوارع. (الخبر ورد في صحيفة الخليج الإماراتية ويمكن قراءته هنا)

الخبر يحتوي على بعض الجوانب المضحكة والمثيرة للاستغراب، كأحدهم الذي أعلن تبرعه بخمسين كرتون عقال لتوزع على الإشارات للشباب "ليقوموا بتقويم النساء العاصيات الخارجات على نظام البلد وتربيتهن لأن تربيتهن لم تتم حسب الأصول في منابعهن الفاسدة."
ها ها ها ها .. يعني لو أن هذا الرجل تبرع بقيمة الخمسين كرتونة في أهداف أخرى لكان وضعه أفضل..

لنعد لموضوعنا الرئيسي...

أنا لست هنا بصدد الحديث عن هؤلاء الرجال المتخلفين الذين سيستعملون العقال في ضرب النساء لأن هذا موضوع قديم ومستهلك فالرجال يضربون النساء منذ قديم الزمان (طبعا ليس كلهم) وهذا التخلف استفحل في عدد من دولنا العربية التي تتخذ من الدين واجهة لها.. للأسف.
أود تناول الموضوع من جانب آخر، وهو استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي للدعوة إلى مثل هذه الحملات، فبنظري هذه المنابر الاجتماعية الإلكترونية لطالما استعملها مؤخرا الثوار والمناضلون للدعوة إلى الإصلاح والتغيير والديمقراطية وغيرها، لذا، ومن أجل ذلك، الربط ما بين هذا المنبر الاجتماعي وحملة رجعية لضرب النساء لا يتوافقان بنظري.

في عصرنا هذا، انتقل الصراع بين السلطة الذكورية والمطالب الأنثوية إلى العالم الافتراضي، وهو ما يعطي فسحة من الأمل للنساء، لأن هذا العالم ليس بيد أي منا، فأي شخص يمكنه الدخول والكتابة كيفما شاء وقتما شاء. فلو كان هذا الصراع يدور في العالم الواقعي لكنا عرفنا النتيجة، وعرفنا أن السعوديات ليست لديهن أي فرصة في الفوز. ولكنا نتحدث عن الفيسبوك حيث تدور الآن حملات مضادة لهذه الحملة الغريبة (والغبية) إضافة إلى حملات أخرى مساندة، أي أن لا شخص على وجه الكرة الأرضية يمكنه أن يمنع هؤلاء السيدات من التعبير عن وجهة نظرهن، وبالتالي فنشر أفكارهن عبر الفيسبوك سيجمع التأييد الدولي لهن.

المشكلة الأخرى التي نواجهها نحن كنساء ليس أمثال هؤلاء الرجال، فالصراع بين الجنسين فيما يختص بالحقوق هو أمر وارد، ولكن المشكلة الحقيقية هي بنات جنسنا الذين يقفون في صف الظلم والاستبداد، ويسعون لفرض السلطة الذكورية، وهن أصلا إناث مثلنا تماما يرغبن (أو ربما لا يرغبن) في أن يكون لهن حقوق كالرجال تماما.. وأمثال هؤلاء النساء كثير على الصفحة المذكورة أعلاه، كسيدة تدعو نفسها "سعودية ما تهاب عزي شموخي" تقول: "إلى كل أخت معارضة لقيادة السيارة.. إلى كل من أعيتها صعوبة التنقل.. وترفض جر مجتمعها إلى أبواب الفساد والفتن التي نحن في غنى عنها.. هذا خطاب للملك.. نرفض قيادة السيارة ... ونرفض التمرد على القادة .. ونريد حلا لتنقلنا." .... اشي بيضحك والله..

بعيدا عن الموضوع قليلا يذكرني ذلك بجزء من واقعنا العربي الذي لا زال بعضنا يعيشه حتى اليوم، ألا وهو الرغبة في إنجاب الذكور وليس البنات، فالسيدة عندما تسأل الحامل عما إذا كانت حاملا بولد أو بنت، وتجيب أنها حامل ببنت، "تقلب السيدة بوزها" وتقول: يللا.. الله يعوض عليكي!!!

كلما كنت أسمع هذه الجملة، كنت أستغرب وأتساءل: طيب .. أنتي كنتي بنتا.. فلماذا تكرهين خلفة البنات؟؟؟

بالعودة إلى الموضوع الأساسي، أود أن أفتح صفحة الفيسبوك وأجد عدد من يؤيدون قيادة المرأة للسيارة في السعودية يزداد يوما بعد يوم، لأن الأمر لا يتعلق بالسماح لها بالقيادة فقط، بل هو يضعها على أول الطريق نحو تحقيق ما ترغب قريبا.

أنهي تدوينتي هذه بحملة أخرى "تفنن" أصحابها في اسمها وهي تدعو تقريبا إلى الشيء ذاته، وهي "حملة اصدمها وامشي وخليها تبكي يوم 17 يونيو".

Sunday, 15 May 2011

في ذكرى النكبة... صورتي على الفيسبوك تقول: لن ننسى









صباح اليوم الخامس عشر من أيار كان كغيره من الأيام الماضية والقادمة، فمع مرور 63 عاما على نكبة فلسطين، وإصرارنا نحن البشر على ألا ننسى أرضنا التي تركها أهلنا وأجدادنا، لا زال الشباب قادرين على حمل هذه الذكرى في قلوبهم وعقولهم وصفحاتهم الشخصية على الفيسبوك..

اليوم يصادف أيضا عيد ميلادي (أحيانا أفكر بهذه المفارقة الغريبة) ... لكن لا بأس، فطبعا
كان علي الدخول إلى صفحتي على الفيسبوك لأتأكد من "عايدني ومن لم يعايدني" في هذا اليوم المبارك والمؤلم..

حينما دخلت الصفحة لم تستوقفني الأعداد الكبيرة من الأصدقاء الذين أرسلوا لي تمنياتهم بعام سعيد، بقدر ما لفت انتباهي أمر آخر.. فأكثر من نصف أصدقائي عبر الفيسبوك قاموا بتغيير صورهم الشخصية لصورة تعبر عن فلسطين. بعضها يحيي الذكرى الـ63 للنكبة، بعضها الآخر يعرض صورة للاجئة فلسطينية في خيمتها، بعضها الآخر للعلم الفلسطيني.. وهكذا..

الآن فعلا شعرت بقوة هذه الأداء في التعبير عما نشعر، فكل من غير صورته على الفيسبوك كأنما يقول.. نعم أنا لم أنس ولن أنس!!

ذلك لم يتوقف عند الصور فحسب، بل أيضا في مشاركات متعددة بما تنقله وسائل الإعلام حول النكبة وإحياء ذكراها.. تجربة لن ينساها التاريخ أبدا... إذ أنني جالسة في منزلي وقادرة على معرفة ما يشعر به أصدقائي ومن أعرفهم عبر الفيسبوك تجاه فلسطين وما يحدث فيها..

هذه الصور التي نشرها أصدقائي إنما تعكس رغبة كل واحد فيهم في التغيير وإطلاق ثورة تعيد الوطن إلى أصحابه... تماما كالمصريين والتونسيين وأهلنا في اليمن وليبيا وسوريا..

بالحديث عن الثورة والمظاهرات.. كنت أتحدث مع شقيقتي التي تعيش في تكساس بأمريكا... وهي
تتوقع مولودتها بين أي لحظة وأخرى.. فأخبرتني أنا ستذهب هي وزوجها في يوم ذكرى النكبة للمشاركة في مظاهرة إحياء لهذه الذكرى.. فاستعجبت وقلت لها.. هل ستشاركين فعلا؟؟ ألا تخافين أن "يفعصك" المشاركون.. ويشكل هذا خطرا عليك وعلى الطفلة؟ فضحكت وقالت: "بتفكري كل المظاهرات فيها ضرب وطخ وقتل؟؟ هون العالم محترمة.. وبتتظاهر باحترام وأدب!!"

صحيح... اعتدنا على العنف و"الدفاشة" لأنها في نظر النظام أسهل الطرق للردع ووقف جميع أشكال التعبير عن الرأي... ومن منظورنا وجدنا أن المرجلة واستخدام الصوت العالي سيعيد لنا حقوقنا.. لكنا اكتشفنا أن هذا غير صحيح ... كل ما في الأمر أن الصبر هو مفتاح الفرج..

إلى جميع أصدقائي ممن قاموا بتغيير صورهم على الفيسبوك.. أحييكم وأقول لكم: الفيسبوك جمعنا اليوم على حب فلسطين... وغدا سنجتمع في فلسطين..

هذه بعض الصور التي وضعت على الفيسبوك كرمز لإحياء ذكرى النكبة..

Friday, 6 May 2011

Arab Women Bloggers in the Era of Transitions: The Power of New Media at Work

In an era marked by the extensive proliferation of new media technologies in the Middle East, the recent awarding by Radio Deutsche Welle of the prestigious 7th Annual World-Wide Blog Awards, the BOBS (Best of Blogs) to Egyptian blogger Eman Hashem may seem rather normal. Research has shown that the region is experiencing one of its most dramatic online transitions that are marked by a youthful user population with unconventional aspirations and concerns. But as the experience of the past three months has shown, the selection of Eman as winner of the Deutsche Welle Blog Award suggests instrumental online media have turned out to be not only for young Arabs at large, but for women in particular. I have come across many commentaries that see ongoing political and social transitions in the region as holding an outstanding promise for Arab women. But while this view carries significant validity in light of the liberating outlook of those transitions, I strongly believe that women empowerment lends itself more to how they engage in the new media revolution in the region.

For those who don’t know Eman, she is an Egyptian blogger, who writes for three blogs, one of them is “The Violet Revolution”, the winner of the award, which discusses different issues related to Egypt after the revolution. Eman Hashim is best known for addressing critical issues relating to global violence against women. In her most recent post, which was published on the 26th April, Eman has been critical of the Egyptian Women Association. She has come out against the personalized use of images on the Association’s Facebook page, calling for posting pictures of young Egyptian women who sacrificed their life in the struggle for change in their country. It is her view that the association does not belong to one person, but to all Egyptian women.

Eman Hashim, of course, was not the only Arab woman to be honored by Deutsche Welle. Other blogs written by Arab women were also recognized as some of the best blogs written worldwide. One of them is “A Tunisian Girl,” written by Lina Ben Mhenni, who blogs in French, Arabic and English, and writes about politics and social activism and her country. Another blog is Mona Eltahawy’s blog, who tackles issues related to politics, life and culture in the Arab world. The list also includes blog like: Asmaa blog by Palestinian blogger Asmaa Al Ghoul, and Chalk by Syrian blogger Shireen Al Hayek.

If we ask the classical question: Why do women blog? We would perhaps receive the answer: because blogs are a platform that enables Arab women to freely speak out against oppression and injustice in their communities with no censorship whatsoever. In the many conferences and meetings on Arab women representation in conventional media, comments about women being ‘objectified’ and ‘commodified’ in the media sphere have all been most agonizing it has been erroneously claimed that women receive negative media treatment because they are under-represented in media institutions. But a study by Leila Nicolas Rahbani, from the Lebanese International University, titled “Women in Arab Media: Present but Not Heard” suggest that although the number of Arab women working in media outlets has increased, “there is still lack of gender sensitivity in media policies and programs, and women continue to be portrayed in a stereotyped manner by the media, as well as an increase in violent and pornographic images of women.’

At the personal level, a study on Arab women bloggers that I have conducted as part of my Master’s degree requirements suggests that women tend to use blogs as a public diary to discuss personal and public issues bearing on their life and development. Women use of storytelling to introduce their thoughts in the blogs covered by my study has been incredibly amazing. Through their blogs, Arab women appear to be demonstrating awesome intellectual capacities as they sought to engage with their readers in the most impressive of terms. I have also come to realize how women blogging is driven by a strong sense of independence and confidence, especially when it comes to issues of gender equality.

Of course, women use of virtual space to articulate their identities in a region known for its well-entrenched conservative attitudes towards female liberation may not be adequate to bring about real change in their living experiences. The ongoing social and political transitions in the region seem promising on the gender front as new leaders appear firm in their advocacy of social reform and the institution of more liberal civil rights foundations. The new voices of social change in the Arab World may surely seem sincere in their endeavors to bring about a more egalitarian gender environment. In the long run, I see new media playing a catalyst role not only in accelerating those gender reforms, but in ensuring that they are properly instituted.

Tuesday, 26 April 2011

أسرارنا.. حين تصبح مصدرا للإثارة مع عباس النوري






إلى أي عصر وصلنا.. العصر الذي أصبحنا نبوح فيه بما في الصميم بملء إرادتنا، وهو ذات العصر الذي أصبحنا فيه كتبا مفتوحة على الفيسبوك والمدونات، بحيث أنك إذا شعرت يوما بـ"وجع في بطنك" ستجد الجميع يدري بذلك، ببساطة لأنك أنت نفسك قمت بإخبارهم.

حين أفتح صفحتي الخاصة على الفيسبوك وأجد تعليقات مثل: "عندي حكة في قدمي" أو "لم أعد
أحب قطتي" أو ما يشبه ذلك أتساءل في داخلي: "وأنا شو دخل اللي خلّفني؟" ولماذا عليّ إطلاع المئات بمثل هذه الأسرار الخاصة، والتي لا أعتبرها أسرارا بقدر ما هي أمور شخصية لا تخص الآخرين، بل تخصني أنا وحدي.. وجدت أن السبب الرئيسي في ذلك يعود إلى نظرية: "أنا أتحدث على الفيسبوك.. إذا أنا موجود"..

قبل استكمال الحديث، يجب أن أعبر عن إعجابي الشديد بهذا الاختراع الذي أطلقوا عليه اسم الفيسبوك، وعن إعجابي بصاحب الفكرة مارك زوكربيرغ لما يملكه من فصاحة وذكاء جعلت سكان الفيسبوك من أكثر سكان العالم.. فالاعتراض ليس على شخص هذا الاختراع العجيب، بل على طريقة استخدامه فحسب من قبل البعض، والتي جعلت العام عاما والخاص عاما..

وهذه المقولة أيضا إنما تذكرني بما يعرض حاليا على شاشة ام بي سي 4، وهو برنامج "لحظة الحقيقة"، الذي أجد فكرته سخيفة ولا تحمل أي معنى، ولا هدف لها، سوى إلهاء الناس بإثارة سطحية وفارغة، خالية من المضمون، وإقناعهم بأن أسرار حياتهم من الطبيعي أن تصبح عامة في ظل ما نعيشه من فضائيات وفيسبوك وتويتر وغير ذلك..

إذا .. فعلاقة قديمة بين موظفة ومديرها أخفاها الزمن ستصبح شغلنا الشاغل، أو ندم الزوجة على زواجها من الرجل الذي يجلس في الاستوديو أصبح من أبرز اهتمامات المتفرجين، أو أن خيانة الابن لوالديه وتعاطيه الممنوعات صار المصدر الأهم لدر الأرباح على المتسابق، الذي لا أدري بأي "عين" يجلس أمام المقدم ويشارك في هذا البرنامج مفصحا عن أسرار حياته، غير آبه بمشاعر الأطراف الأخرى ذات العلاقة.

قد يقول البعض بأن هذا النوع من البرامج إنما بعيد عن عاداتنا وتقاليدنا وما إلى ذلك، غير أنني أخالف ما قيل، فهذا البرنامج لا يمت للإنسانية بصلة، لأن هناك جزءا صغيرا في حياتنا نرغب بالاحتفاظ به لأنفسنا، ولا يمكن أن نسمح له بالتسلل خارجا ليصبح وسيلة لترفيه الآخرين، أو مصدرا يدر علينا الدخل الوفير.

كما أننا وبكل صراحة .. أستغرب نجما كعباس النوري يوافق على تقديم نوع كهذا من البرامج، فهذا الرجل الذي أدرى دورا ولا أروع في عمل لن ينساه التاريخ وهو "ليس سرابا"، أدى فيه دور المثقف الواعي، لا يمكن أن يرضى بالمشاركة في جريمة لكشف الأسرار من أجل تسلية الآخرين.
كنت أستغرب قديما ممن يذهبون إلى السينما لحضور فيلم رعب، وأتساءل: "كيف يدفع الإنسان نقودا ليخاف؟" لأجد أن هذا الأمر عادي مقارنة مع ما يسمى بلحظة الحقيقة، فكيف يصبح السر الخفي ترفيها ووسيلة لجذب الدعايات والإعلانات؟

"لحظة الحقيقة": حتى الحقيقة.. أصبحنا نجيب على تساءؤلاها بنعم أو لا.. في أي زمن أصبحنا؟ ولأي زمن نتجه؟ "حقيقة" لا أدري لها جوابا، فالجواب ليس بتلك السهولة التي يتخيلها عباس النوري وبرنامجه..

Wednesday, 13 April 2011

حسني مبارك.. "اجا تيكحلها...عماها"




هل ظن حسني مبارك أن هذا اليوم قادم؟ هل حسب في أحد الأيام أنه سيرافق نجليه علاء وجمال (أو جيمي) إلى السجن؟ والله لا أعتقد ذلك، لأن من يتسلق الجبل لا يمكنه رؤية المنحدر على الجانب الآخر منه.


قبل أيام، سمعنا جميعا تسجيلا لمبارك يدافع فيه عن نفسه، ويقول إنه لم يجمع ثروته إلا من مصادر مشروعة، ولم يسرق، ولم يستغل منصبه في سبيل الكسب غير المشروع.. و و و فماذا حصل؟ عجل النائب العام في طلبه للتحقيق، فطبق المثل القائل: "اجا تيكحلها ... عماها".


وبهذه الخطوة، يشعر شباب التحرير الآن بالراحة لأن ثورتهم فعلت فعلتها، وتم إنقاذها، فالكثيرون ظنوا أن كلمة مبارك المسجلة قد تلعب على العواطف، وتخلق واقعا جديدا لأصحاب القلوب الضعيفة، غير أن التحقيق مع رموز النظام السابق تباعا جعلت من ذلك الواقع يتبدد، ليحل محله ذلك الشعور الذي احتل قلوب المصريين أيام ثورة 25 يناير.


وفيما أنا أكتب هذه السطور، وأتابع ما تبثه قناة الجزيرة من أخبار حول ذات الموضوع، يعرض تقرير إخباري، يظهر فيه كل من أحمد عز بقميصه الأبيض "الكول"، وصفوت الشريف بنظارته السميكة وعبوسه الذي لم يتغير خلال المائة عام الأخيرة (وهو برأيي عمره الافتراضي)، وإلى جانبهما هناك جيمي يجلس وكأنه صاحب البيت أو بالأحرى "صاحب العزبة"، الذي وقتها كان يحضر نفسه لرئاسة مصر خلفا لوالده.


كان هؤلاء الثلاثة يحضرون مؤتمر الحزب الوطني، داخل قاعة حينما تراها تعتقد أنك تزور واحدة من بلدان العالم المتقدمة، بينما إذا خرجت إلى الشارع في ذلك الوقت، لأحسست بخيبة أمل كبيرة إزاء الفارق بين من يجلسون في الداخل ومن يموتون في اليوم ألف مرة تحت أشعة الشمس، وبين زحام الناس، ودخان السيارات.


كلمة "الفارق" أو "الفرق" أو "الاختلاف" أو ما يوازيها كنا نسمعها كثيرا في وسائل الإعلام إزاء ما يجري في مصر، فهناك "فارق" بين رجال الأعمال وعمال السكك الحديدية، وهناك فارق بين سكان القاهرة وسكان الصعيد، وفارق آخر بين المسلمين والأقباط، وفوارق كثيرة بين الذكور والإناث، فما الذي اختلف الآن؟


أصبحت هذه الكلمة نادرة الظهور، فالروح المسيطرة على المصريين وعلى مصر هي في التشابه لا في الاختلاف، في الوحدة لا في الفوارق، وهذا هو الوتر الذي ضرب عليه حسني مبارك، محاولا إعادة الصفوف لصالحه، فهو في تسجيله أكد أنه كباقي الشعب، يكسب الرزق الحلال، ولا يطمح لسلطة أبدية، وقس على هذا النمط.


أعتقد أن أعظم مشهد سينمائي أو تلفزيوني ليوم الأربعاء 13 أبريل سيكون مشهد اللقاء بين سجناء سجن طرة في القاهرة (من أحمد عز إلى صفوت الشريف إلى زكريا عزمي) والقادمين الجدد... ترى كيف سيكون؟؟


أترك لكم حرية تصور المشهد والحوار "الهابط" الذي سيدور في أرجاء الزنزانة، ولكن ما يهم في النهاية هو: "من سيلقى عليه اللوم في حكاية الثورة هذه؟"

Tuesday, 12 April 2011

يمن "الإصرار" السعيد.. مع التحية

ترى ما الذي يدور في اليمن؟

فثورة الشعب هناك أذكر أنها رافقت قيام ثورة الشعب في مصر، حيث سقط النظام ، بينما لا يزال صامدا في اليمن السعيد. فما الذي يجري؟


حتى المحطات الفضائية ومواقع الرصد الاجتماعية لم تتمكن حتى الآن من شرح ما يحصل هناك، ونقل الصورة الحقيقية للواقع الأليم الذي يعيشه الشعب اليمني، نساء ورجالا، كبارا وصغارا.

فما الذي يجري حقيقة؟

علي عبد الله صالح لا زال متمسكا بكرسيه بيديه وأسنانه، بينما على الأرض لا تمانع قوات الأمن في إطلاق الرصاص على المتظاهرين، لقتلهم وجرحهم، غير أن هؤلاء الشباب فجروا مفاجأة كبيرة ... أنهم صامدون ولم يتنازلوا عن مطالبهم.

ماذا كنا نعرف عن اليمن في السابق؟

بالنسبة لي، كان هذا البلد هو اليمن السعيد، الذي قرأناه في قصة سيدنا سليمان، وتغنا الشعراء فيه بعدن، ورأينا كيف يحمل اليمنيون فيه خناجرهم معتزين بتراثهم، بينما تمتلئ أفواه عدد منهم بالقات الشهير.

ظننا أن اليمن سيكون من بين تلك البلدان التي لا تتغير أبدا، بل سيبقى فيها الرئيس رئيسا، والعامل عاملا، والصغير صغيرا...

فما الذي تغير؟

ما الذي جعلنا ننسى القات، والخنجر، وعدن، وسد مأرب، وووو، لننحني أمام ثورة اليمنيين، فهؤلاء، من سميناهم في أحد الأيام، عبيد القات، أو أصحاب القلوب الطيبة، علمونا نحن العرب معنى الغضب، ومعنى الإصرار، ومعنى الحرية، فهم لا زالوا يقاتلون بأنفسهم، لم يدخل الغريب ليقاتل عنهم، ويعيد لهم حقوقهم، ولا زالوا يقفون ندا في وجه الظالم والظلام.

عند بدء المظاهرات في اليمن، أذكر أن فريقا من سي ان ان كان على وشك التوجه إلى صنعاء لتغطية المظاهرات، وفي نفس ذلك الوقت، أعلن علي عبد الله صالح أن لا توريث ولا تمديد في الحكم، وقام بإصدار بعض التعديلات الدستورية، وهو ما دفعني إلى الاعتقاد أن اليمنيين قد يقتنعون بهذه القرارات فيتراجعوا عن مطالبهم، غير أن أحد زملائي أثناني عن هذا التفكير، وقال إن هذه التعديلات قد تدفعهم إلى المطالبة بما هو أكثر من ذلك، ألا وهو تنحي الرئيس.

لم أقتنع بهذا الكلام، غير أنني اليوم، وبعد مرور أكثر من شهرين على ذلك، تأكدت أن اليمن السعيد، لم يعد يمنا سعيدا فحسب، بل هو يمن الحرية والإصرار السعيد.

تحية لكم أيها اليمنيون، يا من علمتمونا معنى الحياة الكريمة، والحرية، والأمل، والإصرار.

Saturday, 9 April 2011

عمرو قطامش وإنقاذ الذائقة العربية

قبل بضعة أسابيع، حين تم الإعلان عن إطلاق برنامج "المواهب العربية" "أرابز غوت تالنت"، اعتقدت أن هذا النوع من البرامج إنما هدفه شغل الشارع العربي عما يحدث في واقعنا، خصوصا مع الأحداث المتلاحقة التي تجري في كل من تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن وغيرها. وللصدفة البحتة، تزامنت الحلقة الأولى من البرنامج مع هروب الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي. كنت جالسة أتابع أحداث تلك الحلقة، علّي أكتشف مواهب جديدة تعيد الأمل للشارع العربي، الذي كان في تلك الفترة يعيش حالة من اليأس والبؤس بعد أن تلاحقت المآسي والأخبار المزعجة. دخل زوجي في تلك اللحظة وخاطبني بالقول: أتتابعين هذا ولا تدرين ما يحدث حولك؟؟ لقد سقط نظام بن علي!! كانت تلك مفاجأة كبرى، جعلتني أتأكد أن هذا النوع من البرامج هدفها فعلا إلهاؤنا عما هو أهم بالنسبة لنا: الجانب المشرق من واقعنا العربي في هذا العام.

جاءت بعدها ثورة مصر، واليمن، وليبيا، وسوريا، ولا زالت حلقات البرنامج تعرض تباعا كل جمعة، حتى عرضت الحلقة الأخيرة منه مساء الأمس، 8 أبريل/نيسان، التي تأهل إليها عدد من المشتركين أصحاب المواهب المتعددة، التي لا أخفيكم القول أن معظمها نادرة الحصول في عالمنا العربي، إلا أن ما أبهرني هو المشتركون الثلاثة الذين حصلوا على أعلى نسب التصويت، وهم صاحب موهبة السحر، والرسام المغربي، والشاعر "الحلمنتيشي" الذي استحق وبجدارة الفوز باللقب.

حينما سمعت حصول هؤلاء الثلاثة إلى أعلى نسب التصويت، انتابني شعور بالارتياح، سببه أنني أحسست بأن الشعب العربي لا زال بخير، وليس كما يوسف بشعب "دقي يا مزيكا" أو الشعب الذي يتبع مقولة "الجمهور عاوز كدة"، فنحن شعب لا زلنا نؤمن بالفن الأصيل، والوطنية، وحب الأرض، والإبداع، والتجدد.

جمهور البرنامج استجاب لكلام عمرو قطامش، وتفاعل معه، بل ورفعه إلى أعلى مستويات، وجعله علامة فارقة بين مشتركين آخرين، ولا أقصد القول هنا أن أيا ممن رقصوا أو غنوا كانوا "وحشين" أو قدموا عروضا باهتة، ولكن نوعية العرض هي التي أنقذت البرنامج من السقوط في فخ التقليد واتباع الواقع الغربي وغير ذلك.

ولكن سؤالي هنا هو: يا ترى من أنقذ الآخر.. هل أنقذت الثورة عمرو قطامش وجعلته يفوز؟ أم أن عمرو قطامش أنقذ الذائقة العربية في ظل كل ما نشهده من انحلال وهبوط؟ قد تختلف الآراء هنا، إلا أن الحقيقة التي استوعبناها والتي علمنا إياها الشباب العربي في عام 2011 هو أن مواهبهم تعدت الرقص والغناء والتطبيل والتزمير، فكما قال قطامش: "فبصرخة شاب سيس.... سقط نظام ورئيس".